يوم الخمسين

ramzy1913 · رقم المشاركة : ( 1 ) 23 - 06 - 2013, 02:22 PM

يوم الخمسين

عندما تحتفل الكنيسة بالمناسبات لا تحتفل بما حدث فى الماضى وانتهى لكن هي تضع الأحداث فى وقتنا الحاضر وتحياها على انها تحدث فعلا الان "الآن وهنا". و إن هذه الأحداث لا تتوقف قيمتها على الذين شاركوا فيها فى الماضى لكن تمتد قيمتها و فاعليتها الى كل المسيحيين في كل زمان ومكان ولذلك ليست العنصرة او يوم الخمسين حدثاً صار من 2000 سنة فقط لكن هي احداثه مستمرة في كل مرة تجتمع الكنيسة حول رب المجد يسوع المسيح و لذلك فى كل مرة تكون فى الكنيسة لديك فرصة ان يسكن روح الله فيك و ان تمتلئي بروح الله مثل الاباء الرسل الاطهار القديسين و حين يسكن روح الله فى داخلك تحدث تغييرات معجزية فى حياتك و فى شخصيتك و فى كيانك كله لكن بدون الروح القدس مش هتعرف تصلى ومش هتعرف تصوم الا بالروح و مش هتعرف تعمل اى حاجه روحية و تظل حالتك كما هى
الرب نفسه حذر التلاميذ من انهم يدخلوا فى اى عمل روحى بدون الامتلاء من الروح القدس اولا "وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظرون موعد الآب الذي سمعتموه مني "(أع 1: 4) لكن بعد حلول الروح القدس يوم الخمسين لاحظ التغيير فى سلوك و تصرفات الرسل و التلاميذ

عمل الروح القدس

بدونه لا نستطيع ان نحب الرب "لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا "(رو 5 : 5)
بدون ان يكون الروح القدس قائدنا فى كل شيئ فى حياتنا نكون فقدنا بنويتنا للرب
" لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله" (رو 8 : 14)
بدون الروح القدس فى حياتنا الروحية سنفقد معلما الهيا و سنفقد تعليمه الالهى و ارشاداته الخلاصية
"لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه" (لو 12 : 12) "و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14 : 26)
بدون الروح القدس لا نستطيع ان نقدم صلاة من حرف واحد امام الرب "و كذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي و لكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها (رو 8 : 26)

و هنا نسال كيف يعين الروح ضعفاتنا و كيف يشفع فينا . اسمع الاية دى "فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله "(لو 18 : 19)
هذ الاية نجد فيها تعارض ظاهرى مع الاية التالية
"الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح و الانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه" (لو 6 : 45)
ممكن واحد يقول ازاى فى الاية الاولى يقول ان مفيش انسان صالح لان الصالح هو الله وحده مع انه فى الاية التانية بيقول ان فى قلب الانسان كنز صالح ؟

لكن فى الحقيقة ليس هناك اى تعارض لان كنز القلب هو الروح القدس و من مواهبه الصلاة و هذا عمل من اعمال الروح القدس حين يسكن فى الانسان ان يعطيه موهبة الصلاة و عشان كده من غير الروح القدس محدش يعرف يصلى
الروح القدس وحده يقود ثورة روحية داخل الانسان اذا سكن فيه و يبكته على كل خطية و بدون الروح القدس يحيا العقل فى فساد و يقود الكيان كله الى الانهيار

"و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة" (يو 16 : 8) روح الله لما يكون فيك يبكتك على الخطية و يخليك تصرخ امام الله و تبكى على خطاياك و يخليك تروح تعترف بيها قدام ابونا. يصحيك بدرى تروح القداس . يخليك تشتاق للرب وللابدية و يخليك تكره العالم وكل شهواته .يخليك تسبح و ترنم . الروح ده تاخده و انت فى الكنيسة زى الاباء الرسل اللى الوح القدس حل عليهم فى علية صهيون اللى هى اول الكنيسة فى اورشليم وعشان كده الشيطان بيبعدك عن الكنيسة عشان تبقى طول عمرك عبد عنده
بعد حلول الروح القدس على التلاميذ فى يوم الخمسين فى كنيسة اورشليم اللى هى علية صهيون اللى عمل فيها الرب العشاء الاخير اصبح كل يوم تدخل فيه الكنيسة هو عيد عنصرة و عيد حلول للروح القدس و عيد تجديدك لذلك فى كل يوم تكون فيه فى الكنيسة لديك فرصة للتجديد و التحول من عبودية الشيطان الى عبادة الرب و من عبودية الجسد الى عبودية الروح و لما نيجى نتامل فى رقم 50 نلاقى نفس المعنى لان الكتاب بيقول بعد سبع سنوات يصي العبد حر (خر 21 : 2-6 ، تث 15 : 12-18) . و الرقم 50= 7×7+1 و فى الكتاب المقدس العدد الثامن سواء اليوم التامن او اول يوم بعد سبع اسابيع هو رمز الحياة الجديدة و التجديد و ده يعلمنا ان يوم الخمسين كان يوم التغيير و التجديد و يوم الخمسين ده هو كل يوم تدخل فيه الكنيسة . يا بختك يا مسيحى لانك فى الكنيسة تاخد جسد الرب و دمه و فى الكنيسة تاخد روح الله يسكن فيك .الله يرسل دائما فى كل كنيسة روحه القدوس و يوزع البركات السمائية و المواهب الروحية فهل يجدك؟
ام يصدق المثل الغايب ملهوش نايب
يبقى ليه تكون عبدا للخطية و لابليس بغيابك المتكرر و الطويل عن الصلاوات و القداسات و التسبحة و الاجتماعات فى الكنيسة ؟
الشيطان يخدعك و يخليك تقول ماليش نفس اروح الكنيسة و تقول ماليش نفس احضر اجتماعات او تسبحة او اى صلاة فى الكنيسة عشان يمنعك من ان روح الله يسكن فيك
واحد من اباء الكنيسة قال : اذا كان الروح القدس روح المحبة الساخنة منظفئا فى القلب فلا رفع وجه و لا دموع حب و لا حرارة فى الصلاة

كيف انال الروح القدس

المعمودية هى الشرط الاول والتوبة بالصلاة و مواظبة التواجد فى الكنيسة مع القديسين هى الشرط الثانى و طلب الروح القدس بالحاح و لجاجة من الرب هو الشرط الثالث و نثبت الشروط دى من الايات اللى جايه و تحت كل شرط خد

"وهؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته "(أع 1: 14). "
"فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم و قالوا لبطرس و لسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة" (اع 2 : 37)
"فقال لهم بطرس توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (اع 2 : 38)
اطلب روح الله بصراخ و الحاح عشان الرب يرسل روحه يسكن فيك "لانه ليس بكيل يعطي الله الروح "(يو 3 : 34) لان بدون طلب و صراخ و الحاح مش هتاخد اى شيئ و معلمنا القديس يعقوب الرسول يقول "تشتهون و لستم تمتلكون .. لانكم لا تطلبون" (يع 4 : 2) و هل فيه شيئ اعظم من روح الله تطلبه فى صلواتك ؟
روح الله هو اعظم عطية من الله لك و اسالك سؤال ايه اغلى حاجه عندك ؟ اكيد هتقول روحك و دايما فى المظاهرات لما يحبوا يعبروا عن حبهم لشخص او شيئ يقولوا "بالروح بالدم " و الله يعطيك دمه فى سر التناول و يعطيك روحه يسكن فيك و الرب يقول "طوبى للجياع و العطاش الى البر لانهم يشبعون "(مت 5 : 6) يعنى يا بخت المشتاقين لروح الله يسكن فيهم و عشان كده الكنيسة بتعلمنا اننا نصرخ فى الصلاة فى الاجبية المقدسة فى صلاة الساعة الثالثة ثلاث مرات
روحك القدوس يا رب الذي أرسلته على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة، هذا لا تنزعه منا أيها الصالح، لكن جدده في أحشائنا
أيها الرب الذي أرسلتَ روح قدسك على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة، هذا لا تنزعه منا أيها الصالح. لكن نسألك أن تجدده في أحشائنا، يا ربنا يسوع المسيح ابن الله الكلمة، روحا مستقيما ومحييا، روح النبوءة والعفة، روح القداسة والعدالة والسلطة،
أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا.

اخيرا و المهم ليس فى نوال الروح القدس و لكن فى دوام و استمرار و ثبات الروح القدس داخلنا
لازم الروح القدس يرافقك فى كل وقت و كل مكان حتى و انت نايم و لازم روح الله يقودك فى كل تصرفاتك " لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله" (رو 8 : 14) و عشان كده يطلب مننا معلمنا القديس بولس الرسول " لا تطفئوا الروح " (1تس 5 : 19) يعنى مثلا هل و انت واقف قدام التليفزيون ينسكب فيك روح الله او انت بتغنى او فى القهوة او انتى بترقصى او انت بترقص او موجود فى مكان غير لائق و هل الروح القدس بعد ما بتاخده فى الكنيسة بتاخده معاك فى كل مكان ام احيانا يغيب روح الله
القديس كيرلس الاورشليمى يقول لمن يتهاون بالروح القدس و لا يطلبه "لا تحتقر النعمة من اجل مجانيتها ،بل احتلها واكتنزها بورع"
و القديس ابو مقار الكبير يقول "حواس النفس الخمس المدركة ان نالت النعمة من فوق وتقديس الروح القدس صارت فعلا الخمسة عذارى اللواتى نالت حكمة النعمة من فوق".
و القديس سرافيم ساروفسكي يقول "إن غاية الحياة المسيحية هي اقتناء الروح القدس"

ما هي غاية حياتك حتى الآن؟يخبرنا الإنجيل المقدس أن جسدنا هو هيكل للروح القدس أي أن كيانك هو وعاء ليمتلأ بالروح القدسوهدف حياتك كمسيحي أن يمتلئ هيكلك أو وعاء حياتك من الروح القدس.فهل تسعى يوميا لتمتلئ من الروح القدس؟ أم ما هو الشيء الذي تسعى إليه؟
و القديس غريغوريوس النيصيصي يقول "ليأت ملكوتك" تعني "ليأت روحك القدوس علينا ويطهرنا"

يوم الخمسين