منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 06 - 2013, 05:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

سمعان وأغنيته
سمعان الشيخ وأغنيته

تتغنى الكنيسة المسيحية منذ القديم بالأغنية أو الصلاة التي فاض بها قلب سمعان وهو يحمل الطفل يسوع بين ذراعيه، وقد أطلق على الأغنية في اللاتينية NUNE DIMITTIS وقد أخذ هذا الإسم من مطلعها «الآن تطلق عبدك بسلام ياسيد» وهي أغنية شيخ جليل، حمل بين ذراعيه أسمى أمل للحياة البشرية، وكان موقنًا من أن التاريخ كله سيتغير - للأمم ولليهود على حد سواء- : «الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب، نور إعلان للأمم ومجد لشعبك إسرائيل» (لو 2 : 31-32) ومع أن الرجل لم يعش ليرى كل هذا، لكنه نام مستريحًا على وسادة من يقين الإعلان الإلهي، وقد أثبت الزمن صدقه، إذ لا شبهة في الفكر - سواء عند المؤمنين أو غير المؤمنين - أنالمسيح غير مجرى التاريخ، وقلب حياة البشر رأسًا على عقب، أو بالحري أعاد وضع البشر المقلوب للأمم ولليهود على حد سواء، ويكفي أن تلال بيت لحم من الوجهة الجغرافية - كما قال أحدهم - لم تكن إلا تلالا متواضعة ربض عليها الرعاة في ليلة من الليالي القديمة، ولكنها ببشارة المسيح ارتفعت لتصبح تلالا دهرية هي أشهر التلال في العالم، بل يكفي أنه فصل التاريخ كله وشطره إلى ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد، أجل! حمل سمعان الصبى العجيب بين ذراعيه، وهو قد لا يدري أن هذا الصغير المحمول وهو الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته!
على أن سمعان ركز في المسيح على الخلاص، فهل كان يدري عمق التعبير وجلاله ومجده وعظمته؟ يقول الكسندر هوايت بهذا الصدد : في ذلك اليوم، وهو يرى بعينيه ما كان ينتظره من خلاص الله.. لأن الخلاص في ذلك اليوم، وإلى هذا اليوم له معان متعددة في أذهان الناس، فالخلاص له أعلى المعاني السماوية عند إنسان، وأعلى المعاني الأرضية عند آخر، فالخلاص في الهيكل في ذلك اليوم لواحد هو الخلاص من قيصر، وهو لآخر خلاص نفسه، لواحد هو الخلاص من جابي الضريبة، ولغيره من القلب الشرير بين جنبيه. ومع ما في أغنية سمعان من جلال ومجد، فأننا إلى اليوم لا نعرف يقينًا ماذا كان الشيخ العجوز والقديس والقاريء لكلمة الله يعني خلاص التي فاه بهما. ولكن السؤال مع ذلك يتجه إلينا! ما هو خلاصنا. خلاصي وخلاصك! عندما تتكلم أو تسمع أو تقرأ أو تغني عن الخلاص، ماذا تعني بالضبط؟! إنه إذا كان له معنى دقيق حقيقي فهو كما كان يقول واحد من العلماء لتلاميذه : «إن الشيء الأول الذي ستمتحن به في اليوم الأخير هو : ما هو نوع الخلاص الذي كنت تسعى وراءه!؟ أي خلاص كنت تدرسه وتعلمه وتعظ به وتبحث عنه بنفسك عندما كنت تعيش على الأرض؟ وكم ستكون سعيداً أمام الناس والملائكة إذا كنت مثل الرجل القديم : «وهذا الرجل كان بارًًا وتقيًا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه.. لأني عيني قد أبصرتا خلاصك.. وكان يوسف ومريم يتعجبان مما قيل فيه! (لو 2 : 25 و30 و33).
إن السؤال عن الخلاص، كما قيل هو أهم سؤال يرتبط بالمسيحية، وهو الذي يفرقها عن غيرها من الأديان والمعتقدات، وهو السؤال الذي لا يجوز لقارىء من قراء هذا الكتاب التجاوز عنه أو تجنب طرحه بعمق أمام ذهنه وقلبه، لاسيما وأنه هو اسم يسوع بالذات الذي هو «خلاص الله» أو كما قال الملاك ليوسف : «وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم» (مت 1 : 21) أو كما يقول سمعان وهو يشير إلى الخلاص كعطية الله العظمى التي أعدها في المسيح يسوع «الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب»... تعود أحد العاملين في جيش الخلاص أن يسأل أحد الخدام كلما التقى به في القطار : «هل أنت مخلص». وحار الرجل ماذا يقول له، وأخيرًا سأل الأسقف مول قائلاً : «لو وجه إليك هذا السؤال فماذا يكون ردك!؟ وابتسم الأسقف وكان عالمًا من علماء الكتاب وقديسًا عظيمًا - وقال : «أقول له ماذا تقصد بكلمة الخلاص أهي Sotheis «سوسيس» أو Sozomenos «سوزومينس» أو Sesosmenos سيزومينس» إن الكلمة الأولى تشير إلى الخلاص باعتباره قد تم دفعه واحدة في لحظة التجديد، فرفع الدين الإلهي بأكمله. ونلنا المصالحة مع الله، إذ حمل المسيح الكل على الصليب، والكلمة الثانية تشير إلى الخلاص في المستقبل عندما ندخل إلى المجد السماوي، ولا نتعرض بعد ذلك لتجربة أو خطية، أما الكلمة الثالثة فتشير إلى عملية المسيح المطهرة لحياتنا يومًا بعد يوم، وفي كل الحالات يتم بعمل المسيح لنا وفينا. والخلاص بهذا المعنى ماض وحاضر ومستقبل، فعندما يؤمن المرء بالمسيح يرفع عنه الصك أو دين الخطية، ويمحى بالتمام، وهو في صليب المسيح يبدو كأنما لم يرتكب خطية على الإطلاق، وذلك لأن المسيح قد قضى الدين كله، وقد دان الله الخطية في الصليب، وهو لا يمكن أن يدين الخطية الواحدة مرتين، وكما ورثنا الخطية عن آدم، نرث الخلاص في المسيح، على أن الخطية ليست مجرد دين يرفع، بل هي مرض نعالج منه، وأوساخ يحاول العالم والشيطان أن يطرحها علينا في سيرنا في الحياة، ومن ثم قال السيد المسيح : «الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله» (يو 13 : 10) ومع هذه الطهارة فإن واجبه أن يغسل ما علق برجليه من تراب الأرض وأوساخها المتعددة، والخلاص بهذا المعنى عملية لا نقوم نحن بها، بل يقوم بها المسيحبالروح القدس فينا، فهو الذي يبكتنا على الخطية، وهو الذي يدفعنا للتخلص منها، وهو الذي يغلسنا بدمه، وهو الذي يحررنا بشفاعته المستمرة، ومن ثم فهي عملية المسيح الدائمة فينا صالما نحن على الأرض! وهي عملية حاضرة مستمرة، ولن تنتهي هذه العملية طالما هناك رمق في الحياة، وتجارب تحيط بنا، وتعثر وسقوط وقيام يلاحقنا، ونحن نتطلع إلى الأمام يومًا وراء يوم ونحن نقول : «فإن خلاصنا بهذا المفهوم أمكن أن ندخل أي خلاص أو إنقاذ زمني في ظروف الحياة ومتاعبها وتغيراتها ومدى ما فيها من نجاح أو تعب أو ضيق أو فشل أو انتصار، في نطاق عمل نعم الله : «لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثمويطهر لنفسه شعبًا خاصًا غيورًا في أعمال حسنة» (تيطس 2 : 11-14) هذا هو الخلاص الذي أعده لجميع الشعوب، ونطق به سمعان الشيخ في هيكل الله بالروح القدس وهو يحمل بين ذراعيه الصبى يسوع المسيح!
وإذا بلغ سمعان هذا الأمل الذي عاش ينتظره سنوات طويلة لشعبه وللعالم، كان كمن يصعد إلى القمة في جبل الحياة وليس له من مطمع أعلى وأسمى، ومن ثم أضحى الموت كالنوم الهاديء للعامل المتعب الذي يهجع في آخر الليل إلى سريره ليستريح. وقد درج اليهود على أن يودعوا الراحل من الدنيا بالعبارة التي قالها الله لإبراهيم : «وأما أنت فتمضى إلىأبائك بسلام وتدفن بشيبه صالحة» (تك 15 : 15). كما أنهم تعودوا أن يودعوا بعضهم بعضًا بالقول : «أمضوا بسلام» قال سمعان : «والآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك» (لو 2 : 29 و30) فهل أحس أنه الطائر السجين في القفص يرفرف بجناحيه، وهو يرى اليد الكريمة توشك أن تفتح الباب، مستعدًا للانطلاق إلى سماء الله المرتفعة العظيمة، أم أنه كان أشبه بالسفينة المربوطة إلى الشاطىء، وإذا بالربان العظيم يفك رباطها لتنطلق إلى الخلود، لم يتلفظ بلفظ الموت، بل تحدث بلغة الانطلاق والانعتاق من أسر الحياة، إلى مدينة الله العظيمة الخالدة، قال فيكتور هوجو : لقد كتبت أفكارى في الشعر والنثر والتاريخ والفلسفة والدراما والرومانسية والتقاليد والأغاني، ولكني مع ذلك أشعر أني لم أعبر عن واحد من الألف مما في ... وعندما أذهب إلى القبر سأنهي عملي اليومي.. لكن يومًا سيبدأ في الصباح التالي!! وذكر واعظ مشهور قصة ذلك الضابط الهندي العجوز الذيي كان يفتن الناس بقدرته الخطابية، وكان يلعب بُأفكارهم ومشاعرهم، وإذ يرتفع بهم إلى أعلى مراقي الخيال، كان يتوقف فجأة، ثم يقول : «إني أتوقع أن أرى شيئًا أعظم كثيرًا مما حدثتكم عنه».. ويصمت قليلاً - ولعله يلاحظ التردد والشك على وجوه المستمعين وإذا يقول : أنا أعني الخمس الدقائق الأولى بعد وفاتي! ومع أننا لا نعرف ما آل إليه فيكتور هوجو أو الضابط الهندي... إلا أننا على يقين من أن الإنسان الذي يحمل المسيح بين ذراعيه، ويصف نفسه بصدق وأمانة أنه عبد الله، سيضيء في الأبدية كضياء الجلد وكالكواكب إلى أبد الدهور..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سمعان وأغنيته
قصة سمعان الشيخ
سمعان الشيخ
سمعان الشيخ
سمعان الشيخ


الساعة الآن 06:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024