منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 10:51 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

الشفاء واللمسة
الشفاء والأنة
على أن الحلقة الأخيرة في الشفاء كانت اللمسة : «ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه» (مر 7 : 33) وكم تتحدث هذه اللمسة عن معان عديدة، فهي أولاً اللمسة الرقيقة التي وصلت إلى الأذنين، وإلى اللسان، وهي تكشف عن رقة المسيحالبالغة، لقد أراد أن يتخاطب مع الرجل عن طريق حاسة اللمس التي لم تتعطل بعد، لكي يؤكد له إحساسه العميق بتعاسته وحاجته ونقصه، وما من شك في أن هذه اللمسة هزته من الأعماق، إذ هي أشبه بالتيار الكهربائي الذي يدخل الجسم ويسرى في أعماقه.. قيل عن شاب إنه كان في أقسى لحظات حياته، إذ كان فاشلاً وخائرًا يوشك أن ينهار، وفي تلك اللحظة التعسة، التقى بالواعظ المشهور هنري دراموند، ولم يفعل دراموند أكثر من أنه مد يده ومس بها كتف الشاب، ونظر إليه بعينين تفيضان عطفًا وحنانًا، وغيرت اللمسة الشاب، وقال فيما بعد إنه نسى في الحياةأشياء كثيرة، ولكنه لم ينس لمسة السيد هذه، وظل وقعها على كتفه ونفسه بعيد الأثر، والمسيح في كل وقت يريد أن يؤكد لنا لمسته الرقيقة الممتلئة بالحنان والحب والعطف.
على أن اللمسة كانت أكثر من ذلك، إذ كانت اللمسة القادرة المعجزية العجيبة، فهذا الرجل لو أننا قدمناه لأطباء العالم لربما أجروا أبحاثًا عديدة عليه، ليعلنوا في نهايتها فشلهم ويأسهم، وأنه في أفضل الحالات، يمكن أن يكون نموذجًا يهتدون به، لمكافحة علة قد وجدوا بارقة أمل، فإنهم قد يخضعونه لعمليات جراحية متعددة، ربما تعطي نتائج محددة، وإذا أعطت فبعد زمن يطولأو يقصر، لكن لمسة المسيح شيء يختلف تمامًا عن هذا كله، إنها تنجز كل شيء بسرعة البرق. إنها لا تعرف التغيير المجزأ أو التغيير التدريجي، إذ هو يغير وينقذ ويخلص إلى التمام، إن القصة تعلن لنا أنه : للوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيمًا» (مر 7 : 35) كانت اللمسة مزدوجة التأثير، إذ أعطته السمع، والنطق حقًا، وهي إلى اليوم تفعل هذا، إذ أنها تفتح الأذن، في لمح البصر ، يدرك الإنسان ما كان لا يستطيع إدراكه أو الوصول إليه، وعندنا ملايين الأمثلة في كل جيل وعصر، لأولئك الذين وصل المسيح إلى سمعهم، فتغير كل شي ء في حياتهم!!
كان هناك شاب أمريكي في أواخر القرن الماضي، وقد كتب قصته مثلاً لما يمكن أن يفعله المسيح في حياة كل واحد منا، كانت أمه تقية، وكانت تصلي على الدوام من أجله، ولكنه كان أصم عن كل نصائحها ومواعظها، وقد أمعن في الضلال والشر، حتى أصبح ملحدًا يفاخر بإلحاده، وقد نزع إلى كل موبقة وشر، وكان لا يفيق من سكره وعربدته، تزوج وأنجب طفلاً جميلاً، سر به، وكان الطفل البريء هو زهرة البيت وجماله، وكان في الثالثة من عمره عندما أصيبت أمه بمرض قاسي، أخذ يتهدد حياتها، استولى الضيق على الزوج، وضاق بحاله، ومرض زوجته وقرر أن ينتحر تخلصًا مما هو فيه، كان يعمل مهندسًا، وكان مركز عمله على شاطيء الباسيفيكي في الولايات المتحدة، ورأى أن يلقي بنفسه في مياه المحيط، وبينما هو يهم بفعل ذلك تذكر ابنه، الذي إذا انتحر سيتركه يتيمًا يعاني ما يعانيه كل يتيم صغير، فقرر أن يحمله معه، ليغرق معه حتى يموت كلاهما معًا، وهو هنا يتحدث بعمق الاختبار، لقد ذهب إلى مكان بعيد في الميناء وهم بأن يقذف بنفسه وقد أمسك بكلتا يديه بابنه، ولكن قدميه تسمرتا، غادر المكان مرة ومرات، وفي كل نقطة يذهب إليها لا يجسر على فعل ما كان مقدمًا عليه. أخيرًا عدل عن الفكرة، وأخذ ابنه إلى البيت، ودخل إلى مكتبه ليصرخ لله ليقول له : يقولون إنك موجود، وإنك قادر على كل شيء، فإذا أنقذتني وشفيت زوجتي، أعود إليك وأكرس حياتي لك، وآتاه الله بما سأل وإذا بالأصم عن كل نداء من الله، يتحول إلى الإنسان الذي يسمع صوت الله، وصار الأعقد يتكلم عن فضل الله فيما حدث معه، وقد قال : «إني الآن أجد لذة عظيمة في مقابلة كل من أعرفهم من الملحدين لأخبرهم أنه يوجد إله، ولأحدثهم عما فعل هذا الإله لنفسي، وبعد ذلك اهتدت زوجتي إلى الله، فأصبحنا كلانا عاملين نشطين في جيش الخلاص، وما أعظم التغيير الذي حدث في بيتنا!! حقًا إن لنا أبًا رحيمًا محبًا يأتي علينا بصبر إلى هذا الحد العظيم.
والآن أيها القاريء عليك أن تعلم أن الكلمة الأولى التي استمعها ذلك الأصم القديم كانت كلمة المسيح، وصوته الرقيق، وكان إنسان يفتح المسيح أذنه لابد أن يسمع صوته، قبل أن يسمع نداء العالم أو الجسد، وما أحلاه من صوت، لا يملك المرء معه إلا أن يقول : «تكلم لأن عبدك سامع»، (ا2م 2 : 10) وسيستمع الإنسان بالأذن المفتوحة إلى صوت الحق، والهداية، والإرشاد، بل دائمًا يقول : «يارب ماذا تريد أن أفعل» (أع 9 : 6(0
على أن المسيح أيضًا حل عقدة لسانه،فلم يعد الرجل أخرس، بل تكلم مستقيمًا، ولست أعلم ما هي كلماته الأولى التي نطق بها، لكني أعتقد أنها لابد كلمات الشكر لمخلصه وشافيه، إذ لا يمكن تصور أن اللسان الذي أطلق من عقاله، ينسى أن يشكر فضل من أحسن إليه، ولو أن الكثيرين للأسف العميق، يأخذون عطايا الله،ولكنهم مع ذلك جاحدون لا يشكرون، ثم إنه لا يمكن أن يتكلم إلا إذا شهد بما فعل الرب معه ورحمه، وحياتنا ينبغي لها أن تنطلق إنجيلاً شاهدًا لرحمة الله الواسعة، ومحبته الكاملة المباركة الكريمة!! لقد نظر المسيح إلى الرجل في مأساته وأنَّ، ولكن القصة لم تختتم بالأنين بل إن الحاضرين جميعًا وقد أوصاهم السيد أن لا يقولوا لأحد، لئلا يضحى الأمر أنفعال تتحول معه المعجزة إلى مجرد إحساس عاطفي، إن لم يدعم بالإيمان سيضحى إعجابًا حسيًا لا يصل إلى الأعماق،...
«ولكن على قدر ما أوصاهم كانوا ينادون أكثر كثيرًا، وبهتوا إلى الغاية قائلين إنه عمل كل شيء حسنًا. جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون» (مر 7 : 36 و37) ونحن نأمل أن هذا الذهول أمام عظمة المسيح وقدرته، والقول إنه عمل كل شيء حسنًا، تحولا إلى ولاء ثابت للسيد، إذ ليس هناك ما هو أقسى وأنجس من النظرات إلى معجزات المسيح، بالإحساس الوقتي القصير المنفعل! عندما أرسل جماعة من الأمريكيين إلى بنيامين فرانكلين، وكانوا قد أطلقوا اسمه على مدينتهم، وقالوا له ها نحن قد أطلقنا على المدينة اسمك، ونريد منك عطية لنصنع جرسًَا للكنيسة، أرسل إليهم شاكرًا تقديرهم، مع تبرعه، ولكنه طلب أن يصنعوا بها مكتبة،لأنه مع تقديره التام لجرس الكنيسة، إلا أنه قال : أريد أن تكون حياتي أكثر من مجرد رنين صوت!!
لست أعلم ماذا كان يفعل الأصم الأعقد بعد أن شفى، كلما سمع عن المسيح، وكلما أراد أن يتكلم عن هذا السيد!! ولعله من الأصلح ألا أسأل عن الرجل القديم، بل أسألك ماذا فعلت تجاه السيد يا من كنت مثل ذلك الأصم الأعقد، جتى جاءتك اللمسة الشافية العظيمة المباركة وتتكلم!!؟؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما بين الخطية والموت وقوة الشفاء والحياة
والموت ربح
القيامة الأولى والموت الأول | القيامة الثانية والموت الثاني
الشفاء والأنة
والموت ليا ربح


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024