منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 05 - 2013, 10:58 AM
الصورة الرمزية بنتك انا
 
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك انا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

حديث مع ابونا سمعان الانبا بولا ج1

أجرى هذا الحديث فى الدير الراهب نحميا الأنبا بولا ، وذلك فى عام 2002 بعد سيامة أبونا سمعان كاهناً ، ومن كلمات هذا الحديث يمكن التعرف على بعض ملامح شخصية أبونا سمعان وأسلوب تفكيره , ونص الحديث المسجل كما يلى:

س ممكن تكلمنا عن نشأتك وحياتك ومجيئك للدير؟
أنا ولدت فى عام 1970 وبعد ميلادى بحوالى سبعة أشهر توفى والدى وكانت والدتى حامل فى أخى الأصغر. وتعبت والدتى فى تربيتنا حيث أنها كانت تعمل رئيسة قسم الاطفال بمستشفى الخازندارة بشبرا. ولم تريد أن تعمل مساءاً فى عيادة لكى تكون معنا وترعانا ولم يكن احد يجلس معنا فى المنزل وبعد نهاية المدرسة دخلت كلية الهندسة- عين شمس وبعد سنة دخل أخى وحصلت على تقدير ممتاز وأنهيت دراستى سنة 1993 ثم دخلت الجيش أول سنة 1994 وأنهيته أول سنة ,1995 فى خلال فترة الجيش كنت أتكلم مع مثلث الرحمات الأنبا أغاثون وكنت أشعر بإشتياق شديد للدير من كثرة ترددى عليه وكنت شاعر بإنجذاب شديد لدير الأنبا بولا عن أديرة أخرى كثيرة لطبيعته وبساطته فبدأت أتحدث مع الأنبا أغاثون عن هذه الرغبة ومكثت حوالى سنة أتردد عليه وأتصل به بالتليفون وكان ذلك من أواخر سنة 1994 حتى أواخر سنة 1995 .
بعد ذلك أخذنى إلى الاسماعيلية ومكثت معه هناك حوالى عشرة أشهر كطالب رهبنة لكن فى زى علمانى ولكنى كنت قد قدمت استقالتى وتركت الخدمة فى كنيسة السيدة العذراء بعياد بك وسلمت كل شىء كأنى موجود فى الدير. ثم ذهبت إلى الدير يوم 13/9/1996 وكان ذلك اليوم جمعة وفى يوم السبت 14/9/1996 ألبسنى الثياب البيضاء كطالب رهبنة. وبعد سنة فى الدير أى فى يوم 19/9/1997 تمت سيامتى راهباً.

س لماذا اخترت سلك الرهبنة ومتى بدأت تتبلور هذه الفكرة داخلك؟
هناك عوامل كثيرة دفعتنى لهذه الحياة :
• العامل الأول : كانت والدتى منذ صغرى تدفعنى للذهاب إلى الكنيسة لذلك تأثرت جداً بجو الكنيسة وروحانية القداس و طقسه وبدأ ذلك يشعرنى بالارتياح .
• العامل الثانى : عندما بدأت فى حضور مدارس الأحد وسمعت عن سير الشهداء والمعترفين والرهبان بدأت أعجب بهم وبطريقة تفكيرهم وكيف أحبوا الله أكثر من أى شىء فى العالم وضحوا بأشياء كثيرة من أجل محبتهم لله واحتملوا الحياة الأكثر صعوبة فى سبيل تنفيذ الوصية وحفظ نقاوة قلوبهم.
• العامل الثالث : هو الكتاب المقدس، فهناك آيات تشعر الانسان بأنه لا يوجد شىء أفضل من الحياة مع الله وهناك آيات كثيرة كانت تلمس قلبى الداخلى بعمق فإشتقت إلى أن أقدم لله حياة مثل التى قدمها هؤلاء القديسون
وعندما كنت أذهب لرحلات إلى الاديرة كنت أشعر بنوع من الإرتياح لشكل الرهبان وهدوئهم وبساطتهم وكنت أشعر أن هذا الأسلوب هو الذى يحقق الآمال والأحلام التى تدور فى فكرى وكنت أشعر أن هذه هى الطريقة التى يجب أن أحيا بها وأبلور بها الحب الذى فى داخلى والذى كان يتغذى على طقس الكنيسة والكتاب المقدس وسير الآباء القديسين.

س هل هناك قديس معين سيرته أثرت فيك فى حياة الرهبنة ؟
هناك كثير من القديسين الذين كنت أعجب بهم مثل : الانبا أنطونيوس – الانبا بولا - القديسين مكسيموس ودوماديوس – الانبا موسى الأسود – القديسة مارينا الراهبة – القديسة مارينا الشهيدة- القديسة ايلارية – القديس أوغسطينوس – القديس أنبا مقار...

س هل أتت فكرة الرهبنة فى فترة الكلية ، ومتى اتضحت هذه الفكرة وهل استمر الفكر فى تصاعد دائم أم أثرت عليك عوامل أخرى مثل الطموح العلمى أن تصبح معيداً أو دكتور فهل أثر ذلك عليك ودفعك إلى مراجعة التفكير؟
أول ما بدأ تفكيرى فى هذا الموضوع كان عمرى 12 سنة وكان بمرور الوقت يزداد وكانت تحدث مواقف معى فى حياتى كنت أحفظها وأرتبها وأتذكرها وكنت أشعر أنه لايوجد شىء يعطى ارتياح وشبع كامل غير الوجود مع ربنا وقد كانت الفكرة ثابتة باستمرار لا تتغير.
أما من جهة الطموح العلمى فإنى قد وضعت فى ذهنى منذ دخولى الجامعة أن هذه الفترة هى عامل مساعد يثبت نجاحى العام والدراسى لئلا يقال بعد ذلك عن الرهبنة انها نوع من الهروب أو الفشل. وبعد ظهور نتيجة البكالوريوس كان اسمى من المرشحين فى كشف المعيدين ولكنى وضعت فى نفسى أنه حتى إذا تم تعيينى فى وظيفة معيد، فإنى
سوف أتركها وطلبت من الله أنه اذا كان موضـوع تعييـنى معـيد سوف يعطلنـى فانـت يارب توقفه ولتكن مشيئتك وفعلاً كان مطلوب عدد عشرة معيدين وكان ترتيبى الثامن ولكن تم تعيين خمسة فقط فكان ذلك من عند الله لأنى كنت سأترك الوظيفة إذا تم تعيينى
رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:00 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

ملخص السيرة
إيبارشية أيرلندا وأسكتلندا
وشمال شرق إنجلترا وتوابعها
و
دير القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح
بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر
و
كنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك بشبرا

يقدمون
طيف ملاك

موجز سيرة الراهب الفاضل

القس سمعان الأنبا بولا

ومقتطفات من تأملاته


السيرة الذاتية للراهب القس سمعان الانبا بولا


الاسم بالميلاد : جوزيف موريس اسكندر

الميلاد : 3 أكتوبر 1970 – شبرا القاهرة

الشموسية : 20/8/1980 ابصلتس بيد نيافة الانبا ميصائيل أسقف برمنجهام
29/12/1989 أغنسطس بيد نيافة الانبا بيسنتى اسقف حلوان
والمعصرة
بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك بشبرا

التخرج : حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية فى يوليو 1993

الرهبنة : 19 سبتمبر 1997بيد مثلث الرحمات نيافة الانبا أغاثون

الكهنوت : 13 أغسطس 2002 بيد صاحب القداسة البابا شنودة الثالث

الخدمة بالخارج : 17 سبتمبر 2002 سافر مع نيافة الانبا أنطونى أسقف ايرلندا
واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها للخدمة معه بنيوكاسل

رقد فى الرب : 22 أغسطس 2005 فى عيد السيدة العذراء مريم
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:06 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

كلمة الانبا انطونى

" سمعت صوتاً من السماء قائلاً لى
أكتب طوبى للأموات الذين يموتون فى الرب منذ الآن.
نعم يقول الروح لكى يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم " ( رؤ 14 )

كثيرون يدخلون إلى الأرض ، وهم من الأرض ثم يعودون إلى الأرض مرة أخرى لأنهم تراب وإلى التراب عودتهم. وقليلون هم الذين يرحلون من الأرض إلى السماء فكانوا بيننا ملائكة أرضيون أو بشر سمائيون . و أبونا الراهب القس سمعان الأنبا بولا أحد هؤلاء الملائكة الأرضيون ...

عاش أبونا سمعان الأنبا بولا حياة أمانة كل أيام حياته على الأرض . فقد كان أميناً فى كل شئ وفى جميع مراحل حياته منذ أن كان شماساً صغيرا فى كنيسة العذراء مريم بعياد بك بشبرا حيث كان مواظباً على حضور القداسات وإ ستلم بتدقيق كثيراً من الألحان الكنسية فى مناساباتها المختلفة .

كان أمينا فى خدمته كخادم فى مدارس التربية المسيحية وخدمة أ سرة الشمامسة إذ احبه الكل ..الكبير والصغير ... كان الجميع يلتفون حوله بكل الحب ، زملائه الخدام قبل أبنائه المخدومين ..كان من الطبيعى أن يكون أميناً فى دراسته وكان من المتفوقين فإستحق أن يدخل كلية الهندسة ويتخرج منها بتفوق ...

كان أميناً فى وزناته فأقامه الرب على الكثير . وكان أمينا فى رهبانيته وفى كهنوته و كل أعماله كان يؤديها بأمانة كاملة وقلب كامل محب للإخوة فالأعمال التى أوكلت اليه فى الخدمة والرعاية كان أمينا فيها تماماً وعكس أمانة الله للآخرين لأنه لا يرغب فى أن يدخل السماء بمفرده وإنما يدخل معه الآخرين . فأحبه قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكافة بلاد المهجر .كان قداسته دائم الاتصال به تليفونياً سائلاً باستمرار عن صحته مواصلاً الصلوات من أجله طالباً مراحم الرب القدوس .. أحبه أخوته الآباء الكهنة ، وأحبه شعب الكنيسة وجميع شعب الإيبارشية وكل من تعامل معه وذلك لمحبته ووداعته ولكلمات الروح القدس التى كان ينطق بها ويعزى من خلالها كل من هو فى إحتياج. كان بالحق أيقونة جميلة للوكيل الامين الحكيم ...

كانت الرهبنة داخله وهو فى الخدمة حيث قام بالإجراءات العملية فى شراء دير البابا أثناسيوس الرسولى Scarborough بالإيبارشية فى أغسطس سنة 2004 م .

نظراً لمحبة الكل من شعب وكهنة الإيبارشية أختير فى عيد الأنبا انطونيوس 30 يناير 2004 الكاهن المثالى للإيبارشية .
فى الحياة كثيرون يتذمرون ... وقليلون يشكرون ... وقد عاش أبونا سمعان حياة الشكر . كان من بين الشاكرين الذين يقولون بصدق " إذن فليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى " ( عب 12: 18) فى كل آلامه كان شاكراً لربه ... كانت كلمات الشكر هى آخر كلمات فيه .. وفى الأيام الاخيرة ضعف صوته وكان الشكر هو نبرات الكلام الهادىء الصامت . فكان أميناً فى محبته شاكراً كل حين على كل شئ فى اسم ربنا يسوع المسيح .

كان أميناً لحساب المسيح والملكوت وأميناً فيما للغير ، ليعطينا المثل الحى لخادم الله الذى هو شبهه برجل عاقل إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا . لذلك كانت عينى الله عليه مثلما هى لكل أمناء الأرض فإستحق إكليل الوكيل الامين .. كان أميناً إلى الموت ولم يهرب من الضيقة ومن الألم وأغمض عينيه عن كل شئ حتى يستعد للحياة الدائمة وينال من الله العطية الصالحة المستحقة للأمناء .

...كان أميناً فى حياته الروحية فكان لايستهين بوصايا الانجيل ولا يتهاون مع نفسه فكان أميناً و مدققاً فى جلسات الإعتراف لم يتهاون حتى فى أوقات مرضه بل ظل أميناً فى كل شئ ... فى قانونه الرهبانى.. وفى خدمته لكل كنائس الإيبارشية وخاصة كنيسة القديس مارجرجس والأنبا أثناسيوس بنيوكاسل التى خدم فيها بأمانة حيث ما كان يعزله عن شعبه إلا إعتزاله بالله كان مثالاً للخادم الأمين يبحث دوماً عن الخراف فخدم بأمانة الإخوة الأحباش منفذاً قول الرب "لى خراف أخرى ينبغى أن آتى بها ..لتكون رعية واحدة لراعى واحد "... لم يمنعه المرض ولم تقعده قلة الحركة بل ظل نشطاً... فعالاً... غيوراً يحمل رسالة الرب يسوع بكل أمانة ويقدمها بحب للجميع ... ظل هكذا إلى اليوم الأخير من حياته .. يوم الإثنين 22 أغسطس 2005 حيث صعدت روحه الطاهرة إلى السماء فى نفس يوم تذكار إصعاد جسد القديسة مريم العذراء إلى السماء .وهو الآن يحيا روحاً طاهراً ويرقد على رجاء المجد وتودعه كنيسته بالحب وبالأمل وبالعرفان ولا شك أن السماء التى عاش لأجلها سوف تمطر تعزيات روحية على كل محبيه وعارفيه...واله كل تعزية هو الذى يعزينا ويمسح كل دمعة من عيوننا

نطلب لنفسه نياحا وراحة والله يعيننا كما اعانه

الأنبا أنطونى
أسقف إيبارشية أيرلندا وأسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:06 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

كلمة الانبا انطونى

" سمعت صوتاً من السماء قائلاً لى
أكتب طوبى للأموات الذين يموتون فى الرب منذ الآن.
نعم يقول الروح لكى يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم " ( رؤ 14 )

كثيرون يدخلون إلى الأرض ، وهم من الأرض ثم يعودون إلى الأرض مرة أخرى لأنهم تراب وإلى التراب عودتهم. وقليلون هم الذين يرحلون من الأرض إلى السماء فكانوا بيننا ملائكة أرضيون أو بشر سمائيون . و أبونا الراهب القس سمعان الأنبا بولا أحد هؤلاء الملائكة الأرضيون ...

عاش أبونا سمعان الأنبا بولا حياة أمانة كل أيام حياته على الأرض . فقد كان أميناً فى كل شئ وفى جميع مراحل حياته منذ أن كان شماساً صغيرا فى كنيسة العذراء مريم بعياد بك بشبرا حيث كان مواظباً على حضور القداسات وإ ستلم بتدقيق كثيراً من الألحان الكنسية فى مناساباتها المختلفة .

كان أمينا فى خدمته كخادم فى مدارس التربية المسيحية وخدمة أ سرة الشمامسة إذ احبه الكل ..الكبير والصغير ... كان الجميع يلتفون حوله بكل الحب ، زملائه الخدام قبل أبنائه المخدومين ..كان من الطبيعى أن يكون أميناً فى دراسته وكان من المتفوقين فإستحق أن يدخل كلية الهندسة ويتخرج منها بتفوق ...

كان أميناً فى وزناته فأقامه الرب على الكثير . وكان أمينا فى رهبانيته وفى كهنوته و كل أعماله كان يؤديها بأمانة كاملة وقلب كامل محب للإخوة فالأعمال التى أوكلت اليه فى الخدمة والرعاية كان أمينا فيها تماماً وعكس أمانة الله للآخرين لأنه لا يرغب فى أن يدخل السماء بمفرده وإنما يدخل معه الآخرين . فأحبه قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكافة بلاد المهجر .كان قداسته دائم الاتصال به تليفونياً سائلاً باستمرار عن صحته مواصلاً الصلوات من أجله طالباً مراحم الرب القدوس .. أحبه أخوته الآباء الكهنة ، وأحبه شعب الكنيسة وجميع شعب الإيبارشية وكل من تعامل معه وذلك لمحبته ووداعته ولكلمات الروح القدس التى كان ينطق بها ويعزى من خلالها كل من هو فى إحتياج. كان بالحق أيقونة جميلة للوكيل الامين الحكيم ...

كانت الرهبنة داخله وهو فى الخدمة حيث قام بالإجراءات العملية فى شراء دير البابا أثناسيوس الرسولى Scarborough بالإيبارشية فى أغسطس سنة 2004 م .

نظراً لمحبة الكل من شعب وكهنة الإيبارشية أختير فى عيد الأنبا انطونيوس 30 يناير 2004 الكاهن المثالى للإيبارشية .
فى الحياة كثيرون يتذمرون ... وقليلون يشكرون ... وقد عاش أبونا سمعان حياة الشكر . كان من بين الشاكرين الذين يقولون بصدق " إذن فليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى " ( عب 12: 18) فى كل آلامه كان شاكراً لربه ... كانت كلمات الشكر هى آخر كلمات فيه .. وفى الأيام الاخيرة ضعف صوته وكان الشكر هو نبرات الكلام الهادىء الصامت . فكان أميناً فى محبته شاكراً كل حين على كل شئ فى اسم ربنا يسوع المسيح .

كان أميناً لحساب المسيح والملكوت وأميناً فيما للغير ، ليعطينا المثل الحى لخادم الله الذى هو شبهه برجل عاقل إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا . لذلك كانت عينى الله عليه مثلما هى لكل أمناء الأرض فإستحق إكليل الوكيل الامين .. كان أميناً إلى الموت ولم يهرب من الضيقة ومن الألم وأغمض عينيه عن كل شئ حتى يستعد للحياة الدائمة وينال من الله العطية الصالحة المستحقة للأمناء .

...كان أميناً فى حياته الروحية فكان لايستهين بوصايا الانجيل ولا يتهاون مع نفسه فكان أميناً و مدققاً فى جلسات الإعتراف لم يتهاون حتى فى أوقات مرضه بل ظل أميناً فى كل شئ ... فى قانونه الرهبانى.. وفى خدمته لكل كنائس الإيبارشية وخاصة كنيسة القديس مارجرجس والأنبا أثناسيوس بنيوكاسل التى خدم فيها بأمانة حيث ما كان يعزله عن شعبه إلا إعتزاله بالله كان مثالاً للخادم الأمين يبحث دوماً عن الخراف فخدم بأمانة الإخوة الأحباش منفذاً قول الرب "لى خراف أخرى ينبغى أن آتى بها ..لتكون رعية واحدة لراعى واحد "... لم يمنعه المرض ولم تقعده قلة الحركة بل ظل نشطاً... فعالاً... غيوراً يحمل رسالة الرب يسوع بكل أمانة ويقدمها بحب للجميع ... ظل هكذا إلى اليوم الأخير من حياته .. يوم الإثنين 22 أغسطس 2005 حيث صعدت روحه الطاهرة إلى السماء فى نفس يوم تذكار إصعاد جسد القديسة مريم العذراء إلى السماء .وهو الآن يحيا روحاً طاهراً ويرقد على رجاء المجد وتودعه كنيسته بالحب وبالأمل وبالعرفان ولا شك أن السماء التى عاش لأجلها سوف تمطر تعزيات روحية على كل محبيه وعارفيه...واله كل تعزية هو الذى يعزينا ويمسح كل دمعة من عيوننا

نطلب لنفسه نياحا وراحة والله يعيننا كما اعانه

الأنبا أنطونى
أسقف إيبارشية أيرلندا وأسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:13 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

النشاة
النشأة والطفولة :

ولد الإبن المبارك جوزيف من أبوين طبيبين خادمين فى كرم الرب وله أخ أصغر. وقت ميلاده كان والده مسافر فأرسل خطاب تهنئة للأم قال فيه أن الرب سيجعله سبب بركة لجموع كثيرة ... وعندما جاء والده من السفر حمله وقال لأمه أريد شيئاً واحداً وهو أن يكون انسان يخاف الله .

وإنتقل والده للسماء وتركه وكان له سبعة أشهر فجاءت برقية بإسمه من مثلث الرحمات المتنيح الأنبا متاؤس يقول له ]إن كنت قد فقدت أباً على الأرض تذكر أن لك أب فى السماء لا يموت[ فكان فى نعى الاهرام أن قيل عن لسانهم ] رأينا دموع ماما فعرفنا أن العالم كله أحزان وأنك سافرت للأفراح, ماما ستعلمنا طريقك لأن تنتهى رحلتنا على الأرض نأتى اليك [ وفعلاً عرف طريق السماء وإنطلق إليها سريعاً. و حين حملته الأم وذهبت به للكنيسة للمرة الأولى بعد المعمودية للتقدم لسر التناول وجاء الدور وقبل أن تتقدم فتح فمه جيداً وإندفع بشدة للكاهن }أبونا مرقس بكنيسة العذراء بمسرة{ بإشتياق عجيب فتعجب أبونا وتوقف لبرهة وقال ]باسم الصليب عليك يا ابنى [ .

وفى طفولته كان هادىء وديع ، وقد تعلم بمدارس القديس يوسف المارونية بالظاهر ، حيث كان محبوباً جداً من زملائه ومدرسيه وكان متفوق دائماً ومن الاوائل ، و يحب القراءة والرسم . وكان ينشد الكمال فى كل ما يعمله، فحين جاءت والدته بنتيجة الابتدائية 98.5% متهللة قابلها بعدم رضا فسألته لماذا أنت غير مسرور فهذا أعلى مجموع ، فقال لها أنا زعلان لأنى نقصت درجة ونصف وكان يجب أن لا يضيعوا منى فتعجبت من تفكيره وهو فى هذا السن .

الكنيسة فى حياته:

فى طفولته كان يذهب لمدارس الأحد بكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة ثم بعد ذلك بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك حيث سيم شماساً إبصلتس بها فى 20 أغسطس 1980 ثم سيم أغنسطس فى 29 ديسمبر 1989. إرتبط بالكنيسة منذ صباه وكانت كل حياته ، أتقن اللغة القبطية من صغره , وواظب على حصص الألحان والتسبحة بها حيث تتلمذ على أيدى كهنة الكنيسة وشمامستها وخدامها وكان محبوباً من الجميع ملتزماً ومواظباً على القداسات ومدارس الأحد بها.

يقول خادمه فى التربية الكنسية الأستاذ أسامة عبد الحليم سلامة : ] كنت أعرفه منذ نعومة أظافره منذ كان فى الصف الرابع الابتدائى فى فصل القديسيــن مكسيموس ودماديوس .. كان أفضل تلميذ عندى بل كان معلمى. كنت أتعلم من هدوئه و وداعته .. من إبتدائى حتى تخرجه من الجامعة كان مثالياً فى كل شئ و لم يحدث مرة واحدة انه أحدث شغب أو إحتد على أحد. كان كالنسمة فى هدوئه و خجله و أدبه و مع ذلك لم يحدث مرة أن عجز عن الإجابة. كنت أسأل الفصل و أتركه للنهاية لأنى كنت متـأكد أنه سيجاوب الإجابة الصحيحة.. لم يتغيب عن الحضور مهما كان السبب إلا فى حالة السفر فقط [ .

وشارك فى أنشطة التربية الكنسية بكنيستى السيدة العذراء مريم بعياد بك ومارجرجس بجزيرة بدران ( دراسة كتاب مقدس – حفظ مزامير – أبحاث – أركيت – مكتبة الشرائط ......). وشارك فى تأسيس مجموعة لخدمة مسرح العرائس بالكنيسة بهدف تقديم قصص دينية للأطفال بصورة مشوقة. وكانت الخدمة تعانى من عدم وجود عرائس تباع أو تصنع فقام بصنع كمية كبيرة من العرائس بأشكال مختلفة و ألوان جميلة من الإسفنج . و مازالت الخدمة إلى الآن تستخدمها بالكنيسة رغم مضى الكثير من السنوات .

بدأ يفكر فى الرهبنة فى سن 12 سنة كما قال وحين كلم والدته برغبته فى أن يكرس حياته للرب تحيرت الأم من تفكيره وخافت أن ينشغل عن دراسته ولايحقق شىء , فقالت له : ] إن الأديرة لاتقبل غير الرجال الناجحين فى كل شىء وأنت مازلت تلميذ وأمامك مشوار دراسة طويل ، فيجب أن تكمل دراستك ثم تعمل أولاً وعندما تكون فى قمة نجاحك حينئذ تفكر فى الرهبنة وتضحى بكل شىء من أجلها... وهكذا يكون الراهب [.

المرحلة الجامعية :

إختار دراسة الرياضيات وإلتحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس بمجموع متميز، كان متفوقاً فى دراسته وبدأ يظهر بوضوح أنه شاب له طريق وله أسلوب مميز جداً وأنه شخص مختلف عن كل معاصريه بالرغم من نجاحه فى التفاعل مع كل من حوله وأصبح قدوة عملية لكثير من الشباب فكان أميناً فى دراسته وأداء ما عليه وكان متفوقاً وكثيراً ما كان يساعد الآخرين من زملائه فى الدراسة ويقضى وقتاً طويلاً فى شرح الدروس لهم ومساعدتهم .

وكان أول من جذب الشباب والفتيان من الشمامسة لسهرات التسبحة طوال الليل فى الكنيسة فى أيام رأس السنة القبطية والميلادية و ليلة عيد السيدة العذراء وأحب الشباب ذلك وأصبحت هذه السهرات فى الكنيسة الآن ممتلئة بمختلف فئات الشعب. وكان دائماً يبحث عن الذين يتقنون بعض الألحان الخاصة لكى يتعلمها منهم وفى أحيان كثيرة كان يقتنى شرائط الكاسيت ليتعلم منها بمفرده. و كان يسعى لحضور القداسات يومياً إذا أمكن.

وإلتحق بفصل إعداد الخدام وخدم فى التربية الكنسية بكنيستى السيدة العذراء مريم بعياد بك ومارجرجس بجزيرة بدران. وأحب الألحان والطقوس من قلبه فشارك فى تأسيس الخدمة الشماسية بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك. وساهم فى تعليم الألحان والتسبحة والطقوس واللغة القبطية للشمامسة فى مختلف المراحل بالإضافة الى كبار السن والسيدات . كما إشترك فى خدمة أخوة الرب بالكنيسة .

وكان يحب أن يحضر أعياد القديسين فى كنائسهم. وقد إرتبط بمحبة خاصة بالقديس الأنبا توماس السائح , ويقول القس مينا تامر - أب اعتراف أبونا سمعان قبل الرهبنة - كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة ] كان يحب القديسين ويتشبه بهم ويرجع له الفضل فى إحضار رفات أبناء الأنبا توماس السائح إلى كنيسة السيدة العذراء بمسرة نظراً لحبه وعلاقته الطيبة وإرتباطه بالقمص إبرآم الصموئيلى أمين دير الأنبا توماس السائح [.

وفى منزله كان يقضى فترات طويلة جداً فى الصلاة ولاسيما فى الليل. كما كان يقرأ الكتاب المقدس بشغف شديد ولفترات طويلة أثناء اليوم بالإضافة إلى قراءة الكتب الروحية من تعاليم الآباء ( الشيخ الروحانى – القديس دوروثيئوس – القديس يوحنا كرونستادت – مارإسحق السريانى – القديس أغريغوريوس أسقف نيصص ...) كما أحب قراءة كتب الرهبنة والحياة النسكية. وكان قد إعتاد الخلوات بالأديرة ولاسيما دير الأنبا بولا.

ويقول القس مينا فرج كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك :
منذ أن عرفناه فتى ثم شاباً بالمرحلة الثانوية كان يحيا حياة روحية عميقة تدل على ملىء قامة المسيح الذى ملك على قلبه وفكره ومشاعره ، قلبه كان مرتبطاً بالواحد الرب يسوع المسيح كأنشودة قداسة البابا ( قلبى الخفاق ) حيث يقول ] قد نسيت الكل كى أحيا معك [ فمحبة الرب يسوع قد ملأت كل كيانه بالحب الخالص و الحكمة الروحية العميقة ، فعاش فى بساطة قلب وروح المحبة الكاملة وإيمان بلا رياء لكل من عرفوه ، فعند لقائك معه تنجذب بسرعة إلى شخصيته المحبوبة و الودودة ،الهادئة والوديعة وكأنك تتعامل مع بشر سمائيين أو ملائكة أرضيين ، لذلك فهو كان محبوباً جداً من الآباء الكهنة الذين تتلمذ عليهم أو خدم معهم فى القداس الإلهى منذ حداثته أبائنا الأجلاء الذين هم الآن فى الأمجاد السماوية : قدس أبونا تداؤس جورجى و أبونا جرجس متى وأبونا أنطونيوس فرج وأبونا ميخائيل وهبه فهو خدم معهم فى الكنيسة المجاهدة والآن يخدم معهم فى الكنيسة المنتصرة.

وهذه بعض النقاط أو العناصر الروحية القوية والفضائل التقوية التى برزت فى مجالأت خدماته وشخصيته الروحية القوية بالرغم من صغر سنه :-

+ خدمة المذبح :
عرفته عن قرب من خلال صلوات القداس الإلهى حيث كان يخدم معى وهو ببداية المرحلة الثانوية شماساً منذ رسامتى كاهنا عام 1987 فكان يقدس المذبح جداً بكل مشاعره ومن كل قلبه وشغله الشاغل هى الصلاة ورفع القلب بإتضاع وسكون . حارس أمين للذبيحة والمذبح عيناه متطلعة للجسد والدم الأقدسين ، وفى نفس الوقت عين مفتوحة للكاهن كما تقول الدسقولية فى متابعة وتدقيق وملاحظة و بديهة حاضرة لكل حركات الطقس وكلمات القداس، كنت دائما ألقبه وهو يخدم معى بأنه أبونا شاروبيم أى ( مثل طغمات الشاروبيم ذو الستة الأعين ) لقوة ملاحظته وحرصه الشديد فى رؤية الجواهر الصغيرة بعينيه الثابتتين حيث يشير إلى أدق الجواهر من الجسد المقدس . فهو مثال حى وقدوة صالحة لشماس المذبح .

+ شماس كنسى :
يعشق التسبحة وكل الالحان وقد حفظها فى مرحلة مبكرة من عمره فكان يواظب على التسبحة فى أيامها ومناسباتها طول الأسبوع لايعتذر عن حضورها حتى فى أيام الإمتحانات سواء فى الثانوى أو بالجامعة حتى البكالوريوس فهو أول من أسس خورس للخدمة الشماسية من الأطفال والفتيان مع متابعتهم روحياً وزيارتهم وإفتقادهم بكل حب وأمانة وعند دخوله الدير سلمهم لأحد الخدام لمتابعتهم وهم الآن فى أول المرحلة الجامعية.

+ خادم محب لأخوة الرب :
"كل ما فعلتم بأحد أخوتى هؤلاء الصغار فبى قد فعلتم" فخدم معى فترة سنة أو أقل بعد تخرجه وكان يملك قلباً عطوفاً جداً وحباً عميقاً وأحشاء رأفات ورحمة نحو هذه الأسر وأبنائها الصغار وزيارتهم بإستمرار والبحث عن إحتياجاتهم وإدخال السرور على قلبهم وخاصة ًحينما كان معنا بمصيف الكنيسة ببلطيم لفوج أخوة الرب . كنت أخجل من محبته ولطفه فى تعامله معهم وطول آناته وروحه البسيطة وقيامه بأى خدمة تطلب منه بفرح و إهتمام كان يقابل الأمور والمواقف الصعبة بإبتسامته الرقيقة جداً ووجهه الملائكى . لقد تعلمت منه الكثير .


+ المشاركة القلبية :
"فرحاً مع الفرحين وبكاءاً مع الباكين" عاش هذا المبدأ الإنجيلى فكان مشاركاً ومجاملاً من كل قلبه بحب خالص وصادق لكل من هم فى ضيقة أو تجربة
لا أنسى محبته ومحبة أسرته فى تجربة مرض إبنتى إيرينى بالصلوات والسؤال والزيارة فآزرونى بكل محبتهم أثناء مرضها وحتى بعد إنتقالها للسماء ودائماً كانت زيارته معها بركة حنوط وزيت الأنبا بولا وصورة القديس أبانوب لدرجة أننى فى الذكرى السنوية لها التى تكون فى 10 فبراير ثانى يوم عيد نياحة الأنبا بولا أحضر زيت وحنوط الأنبا بولا لتوزيعه بعد القداس .
وكان دائماً يفرح بنجاح أولاده الشمامسة الصغار ويزورهم ويحضرلهم هدايا لنجاحهم أو فى حالة مرض أحدهم يزوره أيضاً ويحضر له بركة هدية . فتعلقوا به جداً من فرط حبه الخالص لهم .

+ محبته للشهداء والقديسين وتذكاراتهم :
" أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" فهو أول من إهتم بإحضار أجساد الشهداء والقديسين للكنيسة كشماس فإهتم جداً وتعب لأجل تحقيق هذه الرغبة و ذلك بمعونة قدس أبينا القمص إبرآم الصموئيلى أمين دير الأنبا توماس السائح فكانت أول ذخيرة لأجساد الشهداء القديسين فى الكنيسة هى أنبوبة أجساد تلاميذ الأنبا توماس السائح وهو أيضا أول إحتفال روحى يقام بالكنيسة لتطييب أجساد الشهداء القديسين.
كما إهتم أيضاً بمواظبته والتنبيه على الشمامسة بالحضور لعمل التمجيد الشهرى للقديسة مريم والتذكار السنوى للأنبا بولا وتلاميذ القديس الأنبا توماس السائح والشهيد مارجرجس والقديس أبانوب الذى كان يحبه جداً.

ويقول د. وسيم فاخورى الخادم بكنيسة السيدة العذراء بعياد بك :

كان عندما يتكلم يبتسم إبتسامة جميلة تحب أن تنظر إليها .وقدأصبح نحيفاً جداً حتى إننى داعبته قائلاً :] لقد أصبحت جلد على عظم و فى المستقبل سوف تختفى ولن نجدك[ فرد مبتسماً وضاحكاً كعادته : ] يادكتور الواحد لازم يكون خفيف علشان يوصل للسمائيات ويختفى هناك [ . كان واضحاً أن طريقة تعاملاته كخادم مختلفة فتوقعنا له طريقاً مختلفاً وقد كان , فإختار طريق الرهبنة.

وتقول إحدى خادمات أخوة الرب بكنيسة السيدة العذراء بعياد بك:
+ كان أب وأخ وصديق ، حنين على الجميع كشخص الحبيب ، حامل هم الصغير والكبير
+ ملاك ضمن ملائكة التسبيح بالكنيسة حتى أيام الأعياد يجذبك من العالم الخارجى لداخل الكنيسة بينما الكثيرون وسط الملاهى .
+ يعمل كل خدمة تطلب منه بفرح وإجتهاد وحب مثل إرسال معونات عينية لأخوة الرب المرضى - كتابة التسبحة والألحان على الكمبيوتر بالعربى لعمل بامفلت ترانيم لخدمة مدارس الأحد . تعليم التسبحة والألحان بالعربى لأخوة الرب . تعليم لغة قبطية وتسبحة بعد أجتماع الأحد بالكنيسة للشعب .............
+ لم يتذمر لتأخر خدمة قبل ميعاد خدمته فى نفس المكان بل ولم يتعطل فتراه يأخذ جانب بسطوح الكنيسة ( قبل تجديدها ) مع الأولاد الصغار ويبدأ الصلاة ثم الألحان حتى تنتهى الخدمة ليكمل خدمته داخل كنيسة الشهيد اسطفانوس .. و عند الإعتذار عن التأخير كان رده ] يا ميس ما فيش مشكلة . ماهى المصلحة واحدة [ .
+ لأمانته لم يعطى إجابة سؤال فى حل المسابقات الكنسية بل يساعد بالكتب ليعود الجميع على البحث والإستفادة .
+ كان دائماً يشترك فى إحتفالات القديسين بمقرات الأديرة والكنائس ويأتى بكميات حنوط لهم وصور وهدايا ليقدم لكل منا الكثير منها بسخاء .
+ لظروف خاصة بأسرتى كان يزورنا فى البيت مراراً لإراحة المتعبين وأيضاً خصص يوم الثلاثاء مساءاً من كل أسبوع لعمل التسبحة فى بيتنا حتى يوم دخوله للدير ! وخلال هذه الفترة تعرف على الصغير والكبير الذى داوم على السؤال عليهم وهو فى الدير مع السؤال على خدمة أخوة الرب خدام ومخدومين .

بعد التخرج :

وحصل على البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وعرضت عليه أماكن متميزة شركات أجنبية – معيد بالجامعة – وطلبوه فى دراسة متخصصة تابعة لمجلس الوزراء بعثة داخلية براتب كبير وكانوا دائمى الاتصال بالمنزل وكان رافض كل العروض وأصر على إنهاء فترة التجنيد ( وكان يمكن تأجيلها لحين تخرج أخوه ) .

فى فترة التجنيد سمح الله بأن تكون راحاته كثيرة حتى لايبعد عن صلوات الكنيسة وكلما تمنى تصريح أجازة كانت تتحقق له بالرغم مما يبدو لها من صعوبة وفى اليوم التالى لتسليم المهمات العسكرية قام باكراً وسافر فى خلوة لدير الأنبا بولا الذى كان يحبه وتمنى أن يترهبن به .

وعندما عزم أن يسافر لخلوة فى دير الأنبا بولا أثناء أجازة عيد الأضحى ، وكان شقيقه فى فترة التجنيد بمعسكر الكتيبة منتظراً ترحيله للإدارة الهندسية بالعباسية وكانت الأم فى حزن وقلق شديد لأن الأجازة إقتربت وهذا يعنى أنه سيقضيها فى المعسكر فى خدمة وتعب شاق. فقالت له والدته عندما يحضر أخوك أولاً يمكنك الذهاب للدير. وأخذت تتشفع بالأنبا بولا وتقول له أنت سوف تأخذ إبنى جوزيف ليسكن فى ديرك فطمئننى على أخيه وأحضره قبل أن تبدأ الاجازة، ثم إنك سائح فعليك أن تأتى به من المعسكر للقاهرة لأنه كيف سيأتى بالمخلة والشنطة الثقيلة بالمواصلات ( ومن المؤكد أن أبونا سمعان كان يصلى أيضاً ). وفى اليوم السابق لبدء الأجازة إذا بأخيه قد جاء وكان فى ذهول وقال ماذا فعلتم ؟! هل أوصيتم أحد علىّ ؟! فقالت والدته أبداً.. أنا أوصيت الأنبا بولا عليك يا إبنى. فحكى كيف أنه فى الليلة الماضية طلبه الضابط وكلمه بكل لطف وأعفاه من خدمة السهر بالسلاح وقال له صباحاً سترحل للإدارة الهندسية بالعباسية. وفى الصباح جهز نفسه وإستعد للرحيل مع الجندى الذى سيسلمه فدعاه الضابط وقال له إنتظر فوصلت عربة خاصة بضابط برتبة كبيرة من سلاح مختلف وإستقل العربة وأوصلته إلى بوابة الإدارة ثم سارت فى طريقها، وبعد ذلك دعاه ضابط آخر كان فى طريقه لشبرا وأوصله....فتعجب الجميع وفى الحال أسرع أبونا سمعان وجهز نفسه للسفر للدير .

ويقول القس مينا تامر] كان مدققاً فى اعترافاته، و حاولت – مختبراً له – كأب إعتراف قبل الرهبنة أن أثنيه عن الرهبنة ، ولكن كان قلبه ثابت وعزيمته قوية ولديه إصرار على الرهبنة بل وفى دير الأنبا بولا دون غيره من الأديرة[ . ولما رأت أمه عزمه على الرهبنة لم تقدر أن تعارض أمام رغبته القوية وخاصة أنها كانت قد رأت فى حلم أن البابا شنودة زارهم بالمنزل وعند انصرافه قال لها أنا سآخذ جوزيف معى ووضع ذراعه على كتفه وأخذه وخرج .

ويقول القمص باخوميوس الأنطونى أمين دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر عن الفترة التى سبقت ذهاب أبونا للدير:
أتذكر عندما كنت أذهب إلى القاهرة فى مقر دير أنبا أنطونيوس, أن المهندس / جوزيف (أبونا سمعان) كان يأتى إلىّ بإستمرار عند علمه بوجودى حتى وهو طالب قبل التخرج ويظهر لى مدى إشتياقاته لحياة الرهبنة فى هدوء ووداعة وبشاشة وجه ويطلب دائماً الصلاة من أجل هذا الموضوع.
وكنت أتكلم معه عن الرهبنة ......... الخ . وفوجئت أنه قال لى أنا عايز أروح دير القديس العظيم أنبا بولا ........... عرضت عليه دير أنبا أنطونيوس فإبتسم وقال لى أنا متعود أروح خلواتى فى دير أنبا بولا فشعرت أنه يريد أن يذهب إلى دير لا يكن له فيه أحد أقاربه حيث أن والدته هى إبنة خالى فإحترمت رغبته وأتذكر أننى كنت فى زيارة لمنزله لكى أبارك له على التخرج وحصوله على بكالوريوس الهندسة مع مرتبة الشرف وطرأ الحديث على أنه المفروض يتعين معيد بالجامعة حيث أنه من الأوائل فقلت لوالدته ربنا عايزه فى حاجة أحسن من كده وقرأنا فصل من إنجيل يوحنا وهو إصحاح 17 صلاة السيد المسيح الوداعية وإنصرفت.

وبعد فترة من تردد أبونا على مثلث الرحمات الأنبا أغاثون طلباً للرهبنة ، طلب نيافته أن يقابل والدته لكى يتأكد من موافقتها على رهبنته ، فذهبت معه و فى الحديث قالت لنيافته ] إحساسى الآن إنى بأخطب لأبنى[ فقال لها ] هو اللى هيتخطب للمسيح [ .

ذهابه للإسماعيلية :

وبعد ذلك دعاه الأنبا أغاثون للذهاب للإسماعيلية لفترة وقال له ]هذة خطوة لترك المنزل [. و سافر إلى الإسماعيلية فى 1/ 12/ 1995 وأرسل أول خطاب لأسرته فى 5 /12/ 1995 قال فيه :

أرجو أن تكونوا فى أحسن صحة وأسعد حال كما أنى أنا أيضاً ، أرجو أن تكون أمور جورج موفقة فى الجيش وإن شاء الله يخلص على خير لأن المدة الباقية قليلة والحمد لله . سلامى لأبونا تادرس وأرجو أن يذكرنى فى صلواته ، سلامى لأبونا مينا وأمنا ورجائى وشيرى ، سلامى لأبونا ابراهيم ووصيتى له الإهتمام بمقصورة الأنبا توماس وأبنائه القديسين وعمل الحنوط لهم لأنهم ناس طيبين وحبايبنا ووصيتى له أيضاً إجتماع الأحد .
سلامى إلى عم وليم ووصيتى له درس الطقس يوم الأربعاء وممكن يقرأ ورق الطقس مع الشمامسة ورقة أو إثنين فى كل حصة ( كان أبونا قد حضّر له الدروس مسبقاً وتركها له)
سلامى إلى كل أمناء وخدام ابتدائى يوم الجمعة فرداً فرداً وأرجو أن يصلوا من أجلى . وسلامى إلى جميع الشمامسة والمعلم وخدام أخوة المسيح وكل من يعمل فى الكنيسة كل واحد باسمه .

ويقول القمص كيرلس إبراهيم فهمى عن الفترة التى قضاها أبونا فى الإسماعيلية :

 أيقونة جميلة ناطقة ، حياة مسيحية حقيقية ، إنجيل مقروء معاش ملاك عايناه بيننا على الأرض ، أعترف أننى محظوظ إذ عشت معه وعرفته عن قرب وتعلمت منه - وهو الذى يصغرنى سناً بكثير، تعلمت منه الكثير .
حضر المهندس جوزيف ( أبونا سمعان الأنبا بولا ) إلى الإسماعيلية طالباً الرهبنة من المتنيح نيافة الأنبا أغاثون ( رئيس دير الأنبا بولا ) وبناءاً على إرشاد نيافته خدم المهندس جوزيف شماس مكرس ومشرف على بيت مارجرجس للمغتربين . ظهرت فيه الروحانية العالية الحقيقية فى إفراز. كان يصلى التسبحة ومردات القداس فى إتضاع وعمق روحى، وأشرف بإخلاص وحكمة سماوية ومحبة كاملة وحزم وتدبير ساميين على بيت المغتربين.
إستأذنت من نيافة الأنبا أغاثون أن يشرف معى على منشآت كنيسة الأنبا بيشوى بالإسماعيلية ، وكانت فى مرحلة الأساسات ، فكان المهندس المدقق جداً ، فى حكمة ، عمل أيضاً فى طاعة وخضوع عجيب ( يسأل ويستأذن ، ويرفع تقارير ، وهو الملم بكل شئ ).
و لمحبتنا الغامرة له - آباء كنيسة مارجرجس بالإسماعيلية - أجمعنا كلنا على أن نستأذن نيافة الأنبا أغاثون أن يخدم معنا ككاهن فى الكنيسة ، فسمح لنا نيافته أن نكلمه ، وعندما طلبنا ذلك من المهندس جوزيف ، إعتذر فى إتضاع ورفق وحب وقال أنه يريد أن يسلك طريق الرهبنة ، يريد أن يترك الكل ويلتصق بالواحد . علماً بأنه طوال فترة خدمته فى الإسماعيلية رأينا فيه الراهب وهو لم يترهب بعد ، ورأينا فيه الناسك ، العابد بروحانية عالية ، وهو وسط المغتربين والخدمة .
أتت ساعته ، وذهب إلى دير الأنبا بولا كتعليمات الأنبا أغاثون ثم تمت سيامته راهباً ، وأعطته الرهبنة ثقل مجد وبهاء أكثر فأكثر حتى أنه ، بعد نياحة نيافة الأنبا أغاثون ، وخلو كرسى الإسماعيلية وقبل أن ترسل لنا السماء نيافة الأنبا سارافيم أسقف وملاك إيبارشة الإسماعيلية أدام الله لنا حياته وأبوته ، أبونا سمعان الأنبا بولا كان ضمن من تزكى لرتبة الأسقفية بالإسماعيلية ( وهو بعد راهب وقبل أن يسام كاهناً ) لدى قداسة البابا شنودة الثالث ، الذى - بإرشاد الروح القدس - رفع قلبه ونظره إلى السماء فى صمت ، ولست أدرى هل كان قداسته يعده لمكان آخر أم كان يعلم بشفافيته وبصيرته الروحية ، وروح النبوة أن أبونا سمعان سيصير خادماً سماويا ً فى الكنيسة المنتصرة يرفع عنا صلوات لكى يعيينا الرب كما أعانه آمين .
القمص كيرلس إبراهيم فهمى
الإسماعيلية
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

فى دير الانبا بولا
غادر أبونا سمعان الإسماعيلية وذهب إلى دير الأنبا بولا يوم 13/9/1996 بناءً على دعوة مثلث الرحمات الأنبا أغاثون حيث ألبسه الثياب البيضاء كطالب رهبنة ثم سامه راهباً فى 19 /9 / 1997 بإسم الراهب سمعان الأنبا بولا. وهكذا بدأ حياته فى الدير الذى كان متعطش للمكوث فيه وهناك قال ] الآن وجدت ضالتى المنشودة [ . وعن الفترة التى قضاها فى الدير يذكر عنه القمص دانيال الأنبا بولا أمين الدير ما يلى :

ملاك من السماء

بالحق كان ملاك يعيش بيننا ، شاب صغير ولكنه كان يحمل حكمة الشيوخ . عرف زوال العالم وأمجاده الزائفة ترك أمجاد العالم كمتفوق فى كلية الهندسة وأحب أن يعيش فى ظلال صخور دير الأنبا بولا .

أى شئ يملك على القلب بعدما عرف القلب هدفه, عرف أن الحق الإلهى يسكن فى القلب لذلك أحب القلاية الفارغة من مقتنيات العالم لكى ما يشبع بالروح القدس الساكن فيه. عرف أن الحياة على الأرض هى تذوق للسماء . كما كان يعيش على الأرض سوف يعيش فى السماء " كما فى السماء كذلك على الأرض ". كانت له نظرة طويلة المدى يعرف يستغل كل وقته لحساب الله . فحول الوقت الفانى إلى وقت أبدى . وبذل ذاته ودفنها حتى ينمو كشجرة كبيرة يستظل فيها طيور السماء لذلك أحب إنكار الذات من كل قلبه .

تميز أبونا سمعان بوضوح الهدف الرهبانى :-
كان يعرف جيداً ما هو هدفه . عرف لماذا إختار الرهبنة عن السكنى فى العالم، باع كل الجواهر لكى يكسب الجوهرة كثيرة الثمن. عرف لماذا جاء إلى الدير، وعرف وهو فى الدير هدفه بوضوح . أحب المسيح من كل قلبه فأحبه المسيح وأعطاه نقاوة فى الفكر وطهارة فى القلب دائماً كان بشوش . مريح لكل انسان . يتعامل معه الجميع بالحب وهو يتعامل بالحب مع الجميع . كان لطيف مؤدب جداً . هادى . وديع . متواضع . خجول .

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان دقيق جداً ومنظم فى كل عمل يقوم به. عمل أولاً فى القربان ثم مكتبة البيع ثم أشرف على العمال ثم المكتبة ثم الكانتين ثم زيارة الأجانب . كان ينشد الكمال فى كل عمل حتى فى طريقة كلامه كان منظم وأسلوبه كان دقيق فى ألفاظه وتعبيراته . حتى فى طريقة مشيه تراه مثل الملاك.

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يعيش حياة الفقر كنذر رهبانى جاء مخصوص لتذوقه وتذوق بركاته التى لاتحصى لأن النعمة لا تعمل إلا فى النفوس المسكينة التى لاتقتنى شئ ولاتشعر أنها تمتلك شئ . قلاية بسيطة للغاية. كل ماكان فى يديه كان يدفعه بحب فى الدير . لدرجة إنى كنت أتحايل عليه أن يأخذ شئ أويبقى شئ له ولكن كان يصر أن يعيش كفقير مثل سيده الذى إفتقر لكى يغنينا بفقره.

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يتمم الآية "إلى إسمك وإلى ذكرك شهوة النفس"
حياة التسبيح والترتيل كان شهوة قلب أبونا سمعان فهو صاحب صوت هادى شجى وأذن موسيقية ويتقن الألحان جميعها إتقان تشعر حينما تسمعه أنه يصلى من قلبه وكأن الكلام واللحن مولود فى قلبه . يصلى بكل كيانه وإحساسه وكان حريص على حضور التسبحة اليومية والقداس الإلهى مهما كانت ظروفه , فالتسبيح هو أعلى درجات الصلاة التى فيها يصير الانسان كملاك من السماء، ينسى كل شئ ويقف فى الحضرة الإلهية يتمتع ويتلذذ ويفرح بأمجاد السماء التى لا يعبر عنها.
كشماس كان متيقظ جداً ومنضبط جداً وهوفى الهيكل ككاهن يقف بخشوع ورهبة بين أسرار السماء . يفهم ويستوعب ما يقوله الروح للكنائس .

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يطيع إرادة الله بكل حب .حينما يوكل اليه أى عمل يقبله بفرح وبدون تذمر حتى حينما طلب منه أن يخدم فى نيوكاسل قال إذا كانت هذه إرادة الله فأنا خادمه ليس لى أن أرفض وحينما كان يزور الدير كل عام كان يقول لا يوجد يوم واحد أنسى فيه الدير بكل تفاصيله وأحداثه اليومية ومناسباته فالدير ليس مكان يعيش فيه ولكن كان فى قلبه وعقله وإحساسه ومشاعره يشعر أنه راهب فى كل مكان يكون فيه.

وضوح الهدف:- جعل أبونا سمعان يستعذب كل شئ حتى ولو كان مراً صعباً قاسياً لأن الآم الزمان الحاضر لاتقاس بالمجد العتيد أن يستعلن الفرح الذى كان يملأ قلب أبونا سمعان أثناء مرضه يكشف عن عمق العلاقة الشخصية مع رب المجد حقاً " إن خفة ضيقاتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدى " أبونا سمعان كان يرى المجد الأبدى الكثير والثقيل وكان يرى أن هذا الجسد حاجز وحاجب عن رؤية الأمجاد لذلك كان متهلل وهو يرى أن هذا الحاجز ينكسر وينهدم أمام روحه الهادئة المتواضعة التى تريد أن تنطلق وترجع إلى أصل وجوده.

" لا يعرف الانسان إلا روح الانسان الساكن فيه "
مهما قلنا ومهما كتبنا عن أبونا المحبوب جداً سمعان الأنبا بولا سوف نكون مخطئين ومقصرين لأننا لا نعرف إلا القليل النادر عن سيرته الملائكية التى عزانا بها .
أحببناه من كل القلب وإرتبطنا به كأخ وصديق غالى وفى إنتقاله للسماء خطف قلوبنا ومشاعرنا إلى السماء نقول له "هنيئاً لك بأغلى وأمجد شئ فى الوجود وهو ملكوت السموات . يا من أحببتنا ونحن معا فى جهادنا، أذكرنا وإشفع فى ضعفاتنا أمام عرش النعمة لكى يكمل الرب أيام غربتنا كما أعانك يعين ضعفاتنا. و صلى لأجل اخوتك ".
القمص دانيال الأنبا بولا
أمين الدير
ويقول أبونا بيشوى الأنبا بولا عنه :

• كان راهب بمعنى كلمة راهب ملتزم بحضور القداسات اليومية والتسبحة
• دخل إلى طريق الرهبنة بحب وهدف واضح وكانت خدمته قصيرة ولكنها تبدو كما لسنين طويلة
• قلايته كانت فارغة لايوجد فيها أية ممتلكات
• كان يعمل كل ما يكلف به فى الدير بمحبة
• عندما أشرف على المكتبة والكانتين لم يكن هدفه هو كسب الفلوس بل كان يسعى لكسب النفوس عن طريق سؤاله للشباب عن حياتهم الروحية وتشجيعهم على الإعتراف والتناول وكان يرسلهم لى لآخذ إعترافاتهم
• عند عودته فى أجازة من الخارج وجلوسه معى كنت ألاحظ أنه يمارس الرهبنة أكثر مما كان فى الدير

ويقول القمص باخوميوس الأنطونى أمين دير الأنبا أنطونيوس : أبونا سمعان كان على علاقة طيبة جداً برهبان دير الأنبا أنطونيوس الذين تعاملوا معه عن قرب و بالأخص رئيس الدير نيافة الأنبا يسطس الذى كان يكن له كل حب وإحترام .

يقول خادمه فى التربية الكنسية الأستاذ أسامة عبد الحليم سلامة:
لم أفاجئ بذهابه للدير فقد كنت متنبئاً له بذلك منذ طفولته .. و أول مرة زرته بعد سيامته بمدة مع إحدى الرحلات رأيت مدى حب الناس له، وطلاقته فى الكلام وأحسست أنه مع صغر سنه فى الرهبنة إكتسب بعمل الروح القدس معه حكمة الشيوخ. فكان يتكلم ببساطة و حب و روحانية ويجاوب على كل أسئلة الناس بطريقة مقنعة روحية . و فى نهاية كلمته إستدعانى أمام الكل و قال لهم :] أنا لم أكن أعرف أى حاجة فى الدنيا هو ده اللى علمنى كل شئ عن ربنا منذ طفولتى[ .. يالعظم تواضعك يا أبونا سمعان فقد كنت تلميذى و معلمى فقد تعلمت منك الكثير من بساطتك و بشاشتك التى لم تفارقك ابداً و قلبك المملوء حباً نحو الكل .. الكبير و الصغير يشهد لك يا أبونا سمعان .. كم كنت فخورا ببنوتك و أتذكر الآن قول أمين خدمتى : ] اللى يوصل بسرعة يتاخد بسرعة [

وكان أبونا سمعان يهتم جداً بتقديم خدمة روحية لكل من يتعرف عليه بالدير وذلك لمختلف فئات الشعب ، وكان يساعد كثيرين ولا سيما من الشباب على حياة التوبة والإرتباط الحقيقى بالله . وكان كثيراً ما يتجمع حوله الشباب ويجيب على أسئلتهم
وعندما سأله أحد الشباب لماذا اخترت الرهبنة ، أجاب بوضوح ودقة وقال ] إخترت الرهبنة لأنها أقصر طريق للملكوت [ .

وكانت خطاباته لأسرته ومحبيه دائماً تحتوى على تعاليم روحية هادفة بالإضافة الى الإهتمام بكل احد فى مختلف المناسبات ، و كان أبونا منظم ودقيق و رقيق المشاعر فى خطاباته مع الكل وكان يستهل خطاباته دائما بكل إحترام ووقار فبالنسبة لأسرته كان يستهلها كما يلى : حضرة الأم الفاضلة / د. ليلى ، حضرة الأخ الفاضل / م. جورج

وهذه بعض مقتطفات من خطاباته لأسرته

فى 24/ 11/ 1996
أهنئكم ببدء صوم الميلاد المجيد وبهذه الأيام التى كلها بركة وأرجو أن تسمح ظروفكم وتحضروا الكنيسة وصلوات سبعة وأربعة لأنها بتكون جميلة وتتعزوا فيها بالمدائح الكيهكية ذات الأنغام الجميلة والموسيقى الروحانية لكى تعيشوا مع الكنيسة أحداث الإستعداد لميلاد مخلصنا ربنا يسوع المسيح وربنا يعيد عليكم الأيام بخير.

فى 28/ 12/ 1996
سعدت جداً بزيارتك لدير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس لأنك أخذت هذه البركة العظيمة وتقابلت مع القديسين الأنبا بولا والقديس أنطونيوس والقديس مرقس الأنطونى والقديس يوساب الأبح والقديس يسطس الأنطونى وسلمت عليهم وأخذت بركتهم وأرجو أن تستمرى فى زيارة الأديرة فهى بركة كبيرة كما أرجو أن تكونى يا والدتى العزيزة وأخى جورج مواظبين على التوبة والإعتراف والتناول كما سعدت أيضاً بزيارة أبونا مينا تامر وأرجو أن تبلغيه سلامى وتهنئتى له بالعام الجديد وعيد الميلاد هو وأسرته وأن يسلم عليهم فرداً فرداً وزوجته وأولاده مينا وماريان

وحين مرت والدته بتجربة مرض أرسل لها هذا الخطاب فى 15/ 5/ 1997
الأم المباركة الفاضلة / د. ليلى
سلام ومحبة ربنا يسوع المسيح تكون معك ومع الأخ جورج وربنا يبارك حياتنا كلنا لمجد اسمه القدوس
نشكر ربنا أنكم بخير وأرجو أن يجعل الرب أيامكم كلها تعزيات من نعمة روحه القدوس وأن تكونوا دائماً محفوظين فى يمينه المقدسة .
نشكر ربنا أيضاً على كل ما يسمح به لنا من تجارب لأنه كيف تختبر حياتنا وقوتنا وثباتنا إلا عن طريق التجارب ؟ والحقيقة أن للتجارب فوائد كبيرة فى حياة كل إنسان منا وإن كانت هذه الحقيقة تغيب عن أذهاننا كثيراً ، فالله بالألم والتجربة يختبر معدن أولاده وهذا من محبته لنا ليظهر معدننا المقدس ويظهر قوته فينا بإلاحتمال والصبر والشكر ، والتجارب المتلاحقة والمتتالية فى حياة الانسان انما هى دليل على أن الله عينه على هذا الانسان وأنه يرقب تصرفاته وأعماله ولذلك يسمح له بالتجارب ليرى ماذا ستكون تصرفاته ومشاعره وشكره وتقبله لعطية التجربة من يد الله وطبعاً تعلمين أن إكليل التجارب إكليل كبير فى السماء يسمح به الله لأحبائه. ولكن عليك أن تغتنمى هذه الفرصة بالشكر والفرح لأننا نلمس يد الله عندما تكون فى التجارب فيقول القديس يعقوب الرسول " إحسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " وقد ذكر أحد القديسين فى بستان الرهبان أنه شاهد فى السماء ثلاثة مراتب مرتفعة أو لها مريض صابر شاكر ، وكما قلت سابقاً أننا نلمس يد الله فى التجارب فالثلاثة فتية تقابلوا مع الرب داخل أتون النار ودانيال لمس عمل الله عندما كان وسط الأسود فى الجب .
و أنا أرجو ألاتكونى مضطربة و لاقلقة من جهة هذه الأمور بل كونى دائماً فى سلام وإطمئنان وفرح وشكر لكى تجتازى التجارب بسلام وإطمئنى أن كل شئ له نهاية لكن المهم أن تكونى صامدة وشاكرة وتقبلى كل الأمور بشكر وقولى ما هو أقصى شئ ممكن أن يحدث ؟ ! فالشهداء تألموا والقديسين مرضوا وتألموا كثيراً مَن مٍن القديسين لم يمرض ويتألم ؟ !
المعترفون الذين تألموا والبطاركة والأساقفة الذين نفوا من بلادهم وكراسيهم ، ماذا كان يفعل كل هؤلاء ؟ هل كانوا يخافون ؟
هل كانوا يهربون من التجارب التى تلاحقهم ؟ حتى الأنبا بولا القول الوحيد الذى تركه بعد إختباراته وتجاربه قال " من يهرب من الضيقة يهرب من الله " يعنى أن ربنا فى وسط الضيقة والتجربة .
والحقيقة أقول لك إنى شاعر بسلام من جهتك وإطمئنان عليك بسبب ما يسمح به الله لك من تجارب لأنى أعرف بذلك أن ربنا واضع عينه عليك وإنه بيحبك كثيراً وهذا شئ يسعدنى كثيراً أن أسمع عنك أنك تجتازين مثل هذه التجارب بإنتصار وشكر لله لكى تكونى من أحباء الله لأنه قال لتلاميذه " أنتم الذين ثبتم معى فى تجاربى " فهذا من محبة الله لك لأنه يريد أن تكونى قوية منتصره ولك مكانة ودرجة كبيرة وربنا يقويك ويجعلك دائماً ثابتة ويعطيك فضيلة الإحتمال .
فأرجو أن تكونى دائماً فرحة وبشوشة ولا تجعلى التجارب تؤثر فيك تأثير سلبى بل خذى البركة التى فى التجربة والألم بكل سرور وثبات ورسوخ لأننا ربنا بيقول لنا فى الكتاب المقدس " تشددوا وكونوا رجالاً " فكيف نكون رجالاً إلا بالصمود والصبر ؟ وممكن أن تجعلى هذه التجارب فرصة للصلاة والطلبة واللجاجة أمام الله ليس أن يرفع المرض بل أن يعمل حسب مشيئته الصالحة وما يراه نافعاً لنا ونحن عالمين تماماً أنه يعطى مع التجربة المنفذ لكى نستطيع أن نحتمل .
على العموم أرجو ألا تلتفتى لكثرة الأفكار التى بلا فائدة وأن تكونى مواظبة على حضور الكنيسة والقداسات والتناول والإعتراف ، والدير هنا مفتوح فى أى وقت تعتبريه مثل بيتك ويرحب بك فى أى وقت .
لا تنسوا أن تحضروا قداس عيد الانبا توماس يوم 4 / 6 والعشية والزفة وتصلوا لى عندهم وسلموا عليهم ( أبناء الأنبا توماس )


ومن خطاب آخر فى 30/7/ 1997
أرجو أن تصلى من أجلى كثيراً وأن توصى على القديسين الذين تحبينهم وتقولى لهم أن يصلوا من أجلى هم أيضاً ويا ليتك تجددى نشاطك وتغيرى جو باستمرار بزيارتك لأماكن القديسين فى كل مكان لتوصيتهم من أجلى .
لأنى لما كنت حراً كنت أذهب إلى أماكن كثيرة أطلب بركة القديسين ولكن الآن لما ربطت بمحبة الله فى هذا الدير المقدس الذى هو جزء من السماء والملكوت الأبدى . لم تعد لى إستطاعة أن أزور أماكن القديسين فى بقية الأماكن ولذلك فإنى أريدك أنت أن تقومى بهذا العمل نيابة عنى فانى موكلك
فى هذا الأمر والرب يعوضك ومكافأتك هى البركة التى ستأخذيها من هذه الأماكن ومن أجساد القديسين أرجو أن تكونى فى فرح وسلام دائم كما أنا بنعمة الله فى الرب أرجو لك حياة نامية فى الرب يسوع ومزيداً من القراءة الروحية والتأملات القلبية والصلوات والخبرات مع الله ولاتعطى فرصة لأمور العالم ومشاكله ومشاغله أن تعكر صفو حياتك أبداً

وعندما أرادت الأم أن تعرف لماذا تم تسميته بهذا الاسم سألت مثلث الرحمات الأنبا أغاثون فأجابها ] أنت سمتيه باسم جميل يوسف العفيف والآن سمعان لأنه مطيع وحلو وسامع للكلام [ . وفرح أبونا بهذا الاسم وأحبه وفى مذكراته كتب عن كل القديسين والآباء والشخصيات باسم سمعان تاريخهم ، سيرتهم ، تذكاراتهم وعددهم 32 قديس - 4 علماء وكتب أن هذا الاسم عبرانى معناه مستمع وهو الصيغة اليونانية للاسم العبرى شمعون

وكان أن أرسل هذا الخطاب لأسرته فى 24/11/ 1997
أهنئكم ببدء صوم الميلاد وبصوم ثلاثة أيام نقل جبل المقطم وأحب أن أعرفكم أنه فى كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم ( هو يعتبر دير لأنه به حوالى 5 كنائس بيقام إحتفال كبير فى يوم 26 / 11 مساءً فى العشية وبيطيبوا جسد القديس سمعان الخراز و غالباً قداسة البابا يرسل أحد الأباء الأساقفة للإهتمام بالعيد وقيادة الصلاة وفى يوم 27 / 11 بيقام قداس فى الكنيسة الضخمة التى فى الجبل وهى تسع عدة آلاف شخص وبيكون الإحتفال كبير جداً وبيزفوا جسد القديس سمعان الخراز فى الكنيسة والمدرج الضخم الذى فى الجبل لأن هذا اليوم هو تذكار نقل جبل المقطم وبيكون إحتفال مهيب وعظيم جداً جداً وبيذهب إلى هناك أعداد من الناس لا حصر لها . وأنا كنت قد ذهبت بهذه الكنيسة مرة واحدة فقط من حوالى 3 سنوات فى مثل هذا اليوم 27 / 11 بترتيب إلهى ولم أكن أعلم أى شئ عن الإحتفال أو غيره ولكن لما ذهبت إلى هناك فوجئت بكل هذه الأمور وكان يوماً رائعاً مازلت أتذكره حتى الآن وشعرت يومها ببركة كبيرة جداً جداً ويومها وضعت ورقة على المذبح فى الكنيسة الضخمة التى فى الجبل بخصوص موضوع الرهبنة وخدمت يومها كشماس فى القداس وفى زفة رفات القديس سمعان الخراز ويبدو أن ربنا إستجاب لصلاتى فى موضوع الرهبنة بل وأكثر من هذا أعطانى أيضاً اسم القديس سمعان الخراز .... أنا بأكتب لكم هذه القصة بمناسبة هذه الأيام المقدسة وفى نفس الوقت لأنى أشعر ببركة أن أتذكر هذا اليوم الجميل فى حياتى وأن أكتب لكم عن هذه الذكريات الغالية عندى ولكنى أرجو ألاتحدثوا أحداً بهذه القصة أو عنى عموماً فى أى شئ لأن هذا الكلام لافائدة له للحديث وأنا أود أن تتفادوا إحضار سيرتى فى أى حديث مع أى شخص بقدر الإمكان وممكن إنكم تغيروا مجرى الحديث لأى موضوع يفيد حياة الناس مثل الصلاة والحياة مع الله فهذا أفضل بكثير . و اسم سمعان يذكر فى إنجيل صلاة الغروب والنوم أرجو عندما تصلون هذه الصلوات أن تصلوا من أجلى لكى ما يعيننى الرب أن أعيش لما يرضيه وأتمم إرادته فى حياتى بنعمته وأكمل أيامى بسلام .

فى 8/ 3/ 1998
هكذا أراد الله أن يوجد أناس يعيشون فى العالم ليظهروا المسيح للعالم ويكرزوا به بسلوكهم ومحبتهم وأمانتهم وأن يوجد أناس يخرجون من العالم ليظهروا أن المسيح أعظم من العالم بكل مافيه … فأرجو أن تصلى من أجلى لكى ما يعطينى الرب أن أتمم إرادته فى حياتى بنعمته
سعدت من خطابكم لما عرفت بزيارتكم لسيدنا الأنبا أغاثون وسؤالكم عليه فهذا أمر جيد ومبارك جداً وهذه بركة كبيرة أخذتموها وأنا فرحت بزيارتكم له وبمباركته لكم فهو رجل بركة جداً .
كذلك سعدت بزيارتكم لأبونا مينا فرج وأرجو له الصحة والعافية والقوة وأن يعود سريعاً لخدمته المحتاجة له وكذلك أرجو أن تسلموا عليه وعلى كل أفراد أسرته الغالية جداً فرداً فرداً وأرجو أن يصلوا جميعهم من أجلى وأن أسمع عنهم وعنكم كل خير بإستمرار .

وفى الدير كانت له خدمة خاصة للشباب وإلتف حوله الكثيرين وأحبوه وكان سبب فى خلاص نفوسهم . فكثيراً ما ذهب إليه شباب يعانون من مشاكل وخطايا صعبة وحياتهم تكاد تصل للضياع ، فكان يجلسهم معه فى الدير فترة و يتابعهم حتى يتأكد من توبتهم وإصلاح طريقهم ، و كان دائماً له روح التشجيع و الرجاء لكل من يأتيه متعباً ومحبطاً وكان يصف الحياة مع الله أنها سهلة وبسيطة وأن الله حنين جداً ويحتاج منا فقط أن نطلبه ونأتى إليه وهو سوف يقبلنا بكل شرورنا و آثامنا وبذلك يفتح الطريق أمام هؤلاء ويشجعهم على البداية ويأخذهم خطوة خطوة للنمو الروحى حتى يصيروا فى أحسن حال.

وفى حديث روحى له قال ] صلاة الروح صلاة عميقة يصل اليها الانسان بجهاد شديد ونقاوة قلب وقد إختبرها القديسون وعاشوها وتعبوا كثيراً فى إقتنائها وهناك كثيرين جاهدوا من أجل إقتناء صلاة الروح سنين عديدة ولم يختبروها إلا مرة أو مرتين فى حياتهم كلها ، وفى صلاة الروح يكشف الله أسراره ومجده للانسان الذى عندما يرى ذلك لا يستطيع أن يتكلم أو يعبر عما يراه بالكلام فيصمت ويجد لسانه ثقيلاً جداً ويشعر أنه فوق الجسد والمادة والأرض ولا يدرك أى شىء مما حوله وإن لم يترأف الله عليه ويعطيه على قدر طاقته لايستطيع أن يكمل صلاته [ .

وتذكر المكرسة تاسونى أناسيمون عن فترة معرفتها به فى الدير :

بالرغم من أن أبونا كان صغير السن ولكن القلب ما أوسعه والعقل ما أعظمه حقاً كان متميز فى كل شىء . لقد عرفت أبونا وعرفت منه معنى الرهبنة الحقيقية والخدمة الباذلة والحب المتدفق كالنهر الذى لاينقطع . فقد ترك مباهج العالم وكرّس قلبه لله ولخدمته . فجمع بين حياة الوحدة والخلوة والحب الإلهى فى الرهبنة ، وبين الخدمة كقدوة صالحة لمن يريد أن يحياها بكل غيرة ونشاط وجدية .
كانت خدمته قوية وفعالة وأمينة بكل نشاط وغيرة وحماس . فكم من نفوس أحضرتها إليه فكان لها نعم الأخ والصديق والمحب . وكل نفس عرفته وتلامست مع محبته كان لها قدوة ومثال ، أتذكر كل نفس أحضرتها إليه ليجلس معها كانت تشعر بتغيير فى حياتها و يترك أبونا فيها بصمات لاتنسى فيتغير مسار حياتها من مجرد كلمة تسمعها من أبونا لأن كلمته كانت قوية وفعالة ، كانت كلمة الروح القدس الخارجة من فمه الطاهر تخترق حياتهم وتعمل فيهم وبهم . ولم يكتفى أبونا بذلك بل كان يفتقدهم ويسأل دائماً عن أحوالهم وهو فى الدير وكثيراً ما يرسل لهم برقيات تعزية أو يختار لهم كتب أو صور تعزيهم وتفرحهم كانت أشياء بسيطة ورمزية ولكن كم كانت مفرحة لهم وكانوا يتلهفون ويشتاقون لرؤيته. حقاً إنها محبة فياضة للرب محبة عملية باذلة مضحية لا تطلب ما لنفسها . محبة مترفقة متأنية قوية ملتهبة كالنار ...مياه كثيرة لاتقدر أن تطفئها.

كان يحب اتقان عمله فى الدير ، وكان نشيط وفعال فأثناء فترة مسئوليته عن زيارات الأجانب كان يحاول أن يتعلم بعض اللغات الأجنبية بمجهوده الذاتى ليتمكن من التواصل مع الجنسيات المختلفة و تكوين علاقات معهم إستمرت بالمراسلة . وهكذا إستطاع أن يصدر كتاب عن دير الأنبا بولا بثمانية عشرة لغة مختلفة ، وقدمه للدير الذى أحبه ليساهم فى نشر سيرة الأنبا بولا ويكون سبب بركة لشعوب العالم .
وتقول إحدى خادمات أخوة الرب بكنيسة السيدة العذراء بعياد بك:
+ عندما سألته فى أول زيارة لى للدير بعد سيامته راهب عن السيامة وماتم فيها وشعوره، كان رده ( لم تكن مشكلة بالنسبة لى متى ستتم السيامة بل فقط انا بحب ربنا وبس )
+ هدفه واضح وهو طريق السماء حتى فى إختياره للكتب التى يقدمها هدية للآخرين فقد اهدانى بكتاب ( من مجد إلى مجد تعريب القمص أشعياء ميخائيل) ووجدت هذه العبارات به ( ..... هذا هو عربون الحياة الأبدية حيث نتذوق الشركة مع الله هنا والنمو فيها حتى نخلع الجسد ونحيا بالتمام معه ونكشف ما لم نكتشفه بعد ......... و سيكتشف أن ما أخذه لا يتعدى أن يكون نقطه فى محيط)
+ عندما تعرضت لأحد المشاكل الخاصة التى عرضتها عليه فى خطاب طالبة الصلاة فمن ضمن ما بعث لى من كلمات ( نحن على الأرض غرباء وليس لنا مدينة باقية حتى لو كنا فى وسط بيتنا أو كنيستنا . فلذلك أولى بنا أن نرفع عيوننا لمدينتنا الباقية )

وبإرشاد من الروح القدس إختاره نيافة الأنبا أنطونى أسقف أيرلندا وأسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها للخدمة معه ، وتمت سيامته قساً بيد قداسة البابا شنودة الثالث فى 13 / 8 / 2002 ، ثم إستلم الذبيحة بالدير يوم 19 / 8 / 2002 فى قداس عيد التجلى .

"بماذا يقوّم الشاب طريقه بحفظه أقوالك
من كل قلبى طلبتك فلا تبعدنى عن وصاياك" ( مز 119 : 9 – 10 )
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

حديث مع ابونا سمعان الانبا بولا ج2
س كم كانت فترة ممارستك للحياة العملية ؟
كانت حوالى 27-29 شهر أى حوالى سنتين وثلث وفى خلال هذه الفترة كنت أتردد على الدير .

س لماذا اخترت دير الانبا بولا لتترهب فيه ؟
لقد شعرت بإنجذاب بصورة خاصة لهذا الدير عن أى مكان آخر منذ زمان طويل حينما كنت آتى اليه فى رحلة وأنا فى مرحلة المدرسة.
كذلك لبعده تماماً عن العمران وطبيعة المكان الجبلية التى من الصعب تمهيدها أو أن تصبح فى يوما ما قريبة من العمران أو السكان فهذا كان من ضمن العوامل حيث أننى كنت أريد أن أكون فى الرهبنة فى مكان منعزل لايستطيع العالم أن يصل اليه بالمبانى أو المدنية . كما كنت أشعر ببساطة شديدة فى هذا الدير ويعطينى إيحاء بحياة القديسين الذين كنت أقرأ سيرتهم وأعجب بهم.

س كيف أتت عملية اختيارك لطريق الرهبنة وماهى العلامات التى أعطاها لك الله لتعرف أنه اختار لك هذا الطريق ؟
طبعا هناك علامات عن طريق أصوات تأتى من داخل الانسان أو من خارجه :
بالنسبة للصوت من داخلى كنت أحياناً أشعر بنوع من المحبة الكبيرة جداً جداً لربنا ولحياة الوحدة معه وهذا شعور يصعب إحتوائه داخلى كشخص ولكن كنت أشعر أن هذا الشعور الكبير جداً لايستطيع أحد أن يملأه غير الله فقط.
أما عن الاصوات من خارجى كنت أسمع صوت ربنا على لسان أحد الآباء الذين لهم علاقة قوية مع ربنا , وكنت معتاد أن أذهب إلى المتنيح أبونا جبرائيل الانبا بيشوى فى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم كثيراً وكنت أراه وهو يصلى على مجموعة من الناس و فى مرة رأيت شكله مثل الملاك فكنت معجب جداً بهذا المثل الجميل وأتمنى أن أكون مثله. وبعد الصلاة كان أبونا يقف على باب الكنيسة والناس تقف طابور وتسلم عليه واحد واحد ووقفت فى الطابور وكان فى ذهنى موضوع الرهبنة وقررت أن أقول له أن يصلى من أجلى لكى يسندنى الله ويرشدنى ويدبر حياتى لكى أحيا له وعندما أتى دورى قبل أن أقول له أى شىء قال لى ربنا ينجح كل طرقك، فطبعاً فوجئت بالكلام وشعرت أن هذا هو صوت الله لى ولكن بنوع من التشكك أردت أن أقول له ما يدور بذهنى ورجعت له مرة أخرى فلم يرد على وأبعدنى عنه بيده فشعرت أن موضوعى منتهى.

س ماهو دور أب اعترافك فى ارشادك فى هذا الموضوع ؟
عندما تكلمت معه فى الأول فوجىء بموضوع الرهبنة وبدأ يشرح لى صعوبة الأمر ولكنى شرحت له تفكيرى وكيف شعرت بصوت ربنا وبعض المواقف التى حدثت لى، فلم يعترض وترك الامور تسير كما يريد الله وشعرت من أسلوبه أنه يقول لى ماهو فى تفكيرك انت سائر فيه ولكن فى النهاية سيتضح صوت ربنا وإرادته . وطلبت منه خطاب أب الاعتراف لتقديمه للانبا أغاثون فكتبه لى وترك الامور تسير طبيعياً.

س هل كانت له إرشادات وتداريب معينة يوجهك لها ؟
أكثر تدريب هو كيف تحيا فى خدمة الناس والاحتمال وتكون طويل البال وصبور لأنه من الممكن أن تكون هذه الأمور هامة فى الدير لأن هناك مواقف تحتاج طول البال والتأنى والصبر.

س ماهى صورة الرهبنة قبل وبعد الدخول عندك ؟
من الصورة الخارجية للرهبنة هى حياة قداسة كاملة وصلاة مستمرة وزهد فى كل شىء والعيش بالكفاف والوصول إلى أعماق كبيرة فى العشرة الالهية.
بعد الرهبنة يجب أن يأتى الموضوع تدريجى ولا يأتى بالصورة الخيالية التى كانت فى فكر الانسان قبل الدخول فيجب أن يتقابل الانسان مع ضعفه وإمكانياته الواقعية التى لايستطيع أن يتخطاها ويعيش فى فكر خيالى مع سير القديسين الذين يقرأ عنهم، ولكن مع هذا كان هناك شعور بأن يد الله تسند الانسان وتحمله وتسير به فى الطريق رغم ضعفه الانسانى ولكن هناك شعور بالفرح والاطمئنان أن طالما أن هذه هى إرادته فهناك ثقة بضمان نجاح الحياة منه

س هل هناك مصاعب معينة تقابل الانسان فى جهاده الروحى عندما يحاول أن يحيا حياته كما عاشها القديسون ؟
أول شىء يقابله الانسان أنه يفاجأ بإمكانياته الشخصية ولايستطيع أن يعيش فى مستوى مثل هذا خيالى أو بهذا العمق فى يوم وليلة لذلك يجب أن يخضع لامكانياته الواقعية لأنه إذا تخطى هذه الامكانيات سوف يفعلها مرة ولايستطيع أن يفعلها مرة أخرى ولذلك يجب ان يعيش الانسان على قدر استطاعته وقدر إمكانياته بمعنى أن الطريق الوسطى خلصت كثيرين.

س ماهو دور المرشد أو المختبر فى حياتك الرهبانية وهل وجدته داخل الاسوار أم لا ؟
طبعاً فى كل مكان الله له شهود ويضع أشخاص معينيين يستطيعوا أن يقودوا الآخرين ولكن السمة الأساسية الهامة جداً والتى يجب أن تكون فى صفات القائد الروحى أو المرشد هى أن يشعر ابنه بالثقة والامان ولا يجعله يخاف ولا يهتم بالتقصير والضعف بل يجب أن يعطيه روح التشجيع والثقة وهذا أهم عامل فى الحياة الرهبانية كلها من أساسها لأنه لو لم يأخذ هذه الدفعة يمكن أن يقع فى اليأس والإحباط، ويجب أن يشعره أنه حتى إن وجد اليوم تقصير أو ضعف فربنا عينه علينا ولا ينسانا ويده تسندنا وملائكته حوالينا وقديسيه يصلون من أجلنا لذلك فأى شىء خطأ اليوم سوف يكون أفضل غداً.

س ماهو شعورك عند نوال سر الكهنوت ؟
أولاً كان هناك شعور بالتعجب لأنى لم أجد أن هناك عمل أضيف فى حياتى يستدعى ذلك ولكن علمت أنها دعوة من الله وكان هناك شعور بالإطمئنان والراحة أن هذا هو عمل ربنا أتركه يفعل ما يريد وهو سوف يسند.
أما من جهة الشعور بخطورة الأمر أو صعوبته، كان هناك شعور بالضعف البشرى وعدم التأهيل لأمر كبير مثل هذا وكانت الطلبة المستمرة هى ربنا يترأف على ويرحمنى ويعطينى نعمة ومعونة وسند ويصفح عن سيئاتى وضعفاتى ويسند طبيعتى الضعيفة ويكمل كل ضعف وكل تقصير فى الخدمة وهذه طلبة مستمرة عندما يجد
الانسان نفسه أمام أمر عظيم جداً وإمكانياته محدودة جداً فيقول انى سأفعل على قدر إستطاعتى ولكن العجز والتقصير وعدم الإستحقاق أنت تعوضه وتكمله يارب.

س كلمة توجهها لأخوتك بالدير وكلمة أخرى لأسرتك بالجسد ؟
كلمتى للآباء فى الدير هى أنه يجب أن نشكر ربنا على عينه الساهرة علينا دائماً وأنه أتى بنا إلى هذا المكان وطبعاً أكيد من رحمة ربنا بنا أنه سمح لنا بالجلوس ههنا لكن المهم أن كل منا يضع ربنا أمامه هو الهدف الأول والأخير لأنه أحياناً كثيرة فى وسط الحياة يفاجأ الانسان بأشياء كثيرة تجذبه وتشفطه مثل الشفاط وممكن أن يسحب فى وسط هذا الشفاط , لذلك يجب أن يكون كل منا مثبت نظره فى الطريق والهدف الذى يريد أن يصل اليه من حيث حياته الخاصة والداخلية بينه وبين ربنا فى قلبه وهذا أهم شىء يجب أن نثبت نظرنا عليه ونفحصه من حين لآخر لكى لا نؤخذ فى دوامة ويضيع منا الهدف الحقيقى الذى أتينا إلى هذا المكان من أجله.
أما بالنسبة للأسرة بالجسد أتمنى أن كل واحد يكون هدفه ثابت دائماً وهو خلاص نفسه ولاينشغل بمشاغل العالم بل يحاول أن يركز على علاقته بالله يتمتع بها وينميها ولا يضيع منه الهدف .
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

حديث مع ابونا سمعان الانبا بولا ج2
س كم كانت فترة ممارستك للحياة العملية ؟
كانت حوالى 27-29 شهر أى حوالى سنتين وثلث وفى خلال هذه الفترة كنت أتردد على الدير .

س لماذا اخترت دير الانبا بولا لتترهب فيه ؟
لقد شعرت بإنجذاب بصورة خاصة لهذا الدير عن أى مكان آخر منذ زمان طويل حينما كنت آتى اليه فى رحلة وأنا فى مرحلة المدرسة.
كذلك لبعده تماماً عن العمران وطبيعة المكان الجبلية التى من الصعب تمهيدها أو أن تصبح فى يوما ما قريبة من العمران أو السكان فهذا كان من ضمن العوامل حيث أننى كنت أريد أن أكون فى الرهبنة فى مكان منعزل لايستطيع العالم أن يصل اليه بالمبانى أو المدنية . كما كنت أشعر ببساطة شديدة فى هذا الدير ويعطينى إيحاء بحياة القديسين الذين كنت أقرأ سيرتهم وأعجب بهم.

س كيف أتت عملية اختيارك لطريق الرهبنة وماهى العلامات التى أعطاها لك الله لتعرف أنه اختار لك هذا الطريق ؟
طبعا هناك علامات عن طريق أصوات تأتى من داخل الانسان أو من خارجه :
بالنسبة للصوت من داخلى كنت أحياناً أشعر بنوع من المحبة الكبيرة جداً جداً لربنا ولحياة الوحدة معه وهذا شعور يصعب إحتوائه داخلى كشخص ولكن كنت أشعر أن هذا الشعور الكبير جداً لايستطيع أحد أن يملأه غير الله فقط.
أما عن الاصوات من خارجى كنت أسمع صوت ربنا على لسان أحد الآباء الذين لهم علاقة قوية مع ربنا , وكنت معتاد أن أذهب إلى المتنيح أبونا جبرائيل الانبا بيشوى فى كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم كثيراً وكنت أراه وهو يصلى على مجموعة من الناس و فى مرة رأيت شكله مثل الملاك فكنت معجب جداً بهذا المثل الجميل وأتمنى أن أكون مثله. وبعد الصلاة كان أبونا يقف على باب الكنيسة والناس تقف طابور وتسلم عليه واحد واحد ووقفت فى الطابور وكان فى ذهنى موضوع الرهبنة وقررت أن أقول له أن يصلى من أجلى لكى يسندنى الله ويرشدنى ويدبر حياتى لكى أحيا له وعندما أتى دورى قبل أن أقول له أى شىء قال لى ربنا ينجح كل طرقك، فطبعاً فوجئت بالكلام وشعرت أن هذا هو صوت الله لى ولكن بنوع من التشكك أردت أن أقول له ما يدور بذهنى ورجعت له مرة أخرى فلم يرد على وأبعدنى عنه بيده فشعرت أن موضوعى منتهى.

س ماهو دور أب اعترافك فى ارشادك فى هذا الموضوع ؟
عندما تكلمت معه فى الأول فوجىء بموضوع الرهبنة وبدأ يشرح لى صعوبة الأمر ولكنى شرحت له تفكيرى وكيف شعرت بصوت ربنا وبعض المواقف التى حدثت لى، فلم يعترض وترك الامور تسير كما يريد الله وشعرت من أسلوبه أنه يقول لى ماهو فى تفكيرك انت سائر فيه ولكن فى النهاية سيتضح صوت ربنا وإرادته . وطلبت منه خطاب أب الاعتراف لتقديمه للانبا أغاثون فكتبه لى وترك الامور تسير طبيعياً.

س هل كانت له إرشادات وتداريب معينة يوجهك لها ؟
أكثر تدريب هو كيف تحيا فى خدمة الناس والاحتمال وتكون طويل البال وصبور لأنه من الممكن أن تكون هذه الأمور هامة فى الدير لأن هناك مواقف تحتاج طول البال والتأنى والصبر.

س ماهى صورة الرهبنة قبل وبعد الدخول عندك ؟
من الصورة الخارجية للرهبنة هى حياة قداسة كاملة وصلاة مستمرة وزهد فى كل شىء والعيش بالكفاف والوصول إلى أعماق كبيرة فى العشرة الالهية.
بعد الرهبنة يجب أن يأتى الموضوع تدريجى ولا يأتى بالصورة الخيالية التى كانت فى فكر الانسان قبل الدخول فيجب أن يتقابل الانسان مع ضعفه وإمكانياته الواقعية التى لايستطيع أن يتخطاها ويعيش فى فكر خيالى مع سير القديسين الذين يقرأ عنهم، ولكن مع هذا كان هناك شعور بأن يد الله تسند الانسان وتحمله وتسير به فى الطريق رغم ضعفه الانسانى ولكن هناك شعور بالفرح والاطمئنان أن طالما أن هذه هى إرادته فهناك ثقة بضمان نجاح الحياة منه

س هل هناك مصاعب معينة تقابل الانسان فى جهاده الروحى عندما يحاول أن يحيا حياته كما عاشها القديسون ؟
أول شىء يقابله الانسان أنه يفاجأ بإمكانياته الشخصية ولايستطيع أن يعيش فى مستوى مثل هذا خيالى أو بهذا العمق فى يوم وليلة لذلك يجب أن يخضع لامكانياته الواقعية لأنه إذا تخطى هذه الامكانيات سوف يفعلها مرة ولايستطيع أن يفعلها مرة أخرى ولذلك يجب ان يعيش الانسان على قدر استطاعته وقدر إمكانياته بمعنى أن الطريق الوسطى خلصت كثيرين.

س ماهو دور المرشد أو المختبر فى حياتك الرهبانية وهل وجدته داخل الاسوار أم لا ؟
طبعاً فى كل مكان الله له شهود ويضع أشخاص معينيين يستطيعوا أن يقودوا الآخرين ولكن السمة الأساسية الهامة جداً والتى يجب أن تكون فى صفات القائد الروحى أو المرشد هى أن يشعر ابنه بالثقة والامان ولا يجعله يخاف ولا يهتم بالتقصير والضعف بل يجب أن يعطيه روح التشجيع والثقة وهذا أهم عامل فى الحياة الرهبانية كلها من أساسها لأنه لو لم يأخذ هذه الدفعة يمكن أن يقع فى اليأس والإحباط، ويجب أن يشعره أنه حتى إن وجد اليوم تقصير أو ضعف فربنا عينه علينا ولا ينسانا ويده تسندنا وملائكته حوالينا وقديسيه يصلون من أجلنا لذلك فأى شىء خطأ اليوم سوف يكون أفضل غداً.

س ماهو شعورك عند نوال سر الكهنوت ؟
أولاً كان هناك شعور بالتعجب لأنى لم أجد أن هناك عمل أضيف فى حياتى يستدعى ذلك ولكن علمت أنها دعوة من الله وكان هناك شعور بالإطمئنان والراحة أن هذا هو عمل ربنا أتركه يفعل ما يريد وهو سوف يسند.
أما من جهة الشعور بخطورة الأمر أو صعوبته، كان هناك شعور بالضعف البشرى وعدم التأهيل لأمر كبير مثل هذا وكانت الطلبة المستمرة هى ربنا يترأف على ويرحمنى ويعطينى نعمة ومعونة وسند ويصفح عن سيئاتى وضعفاتى ويسند طبيعتى الضعيفة ويكمل كل ضعف وكل تقصير فى الخدمة وهذه طلبة مستمرة عندما يجد
الانسان نفسه أمام أمر عظيم جداً وإمكانياته محدودة جداً فيقول انى سأفعل على قدر إستطاعتى ولكن العجز والتقصير وعدم الإستحقاق أنت تعوضه وتكمله يارب.

س كلمة توجهها لأخوتك بالدير وكلمة أخرى لأسرتك بالجسد ؟
كلمتى للآباء فى الدير هى أنه يجب أن نشكر ربنا على عينه الساهرة علينا دائماً وأنه أتى بنا إلى هذا المكان وطبعاً أكيد من رحمة ربنا بنا أنه سمح لنا بالجلوس ههنا لكن المهم أن كل منا يضع ربنا أمامه هو الهدف الأول والأخير لأنه أحياناً كثيرة فى وسط الحياة يفاجأ الانسان بأشياء كثيرة تجذبه وتشفطه مثل الشفاط وممكن أن يسحب فى وسط هذا الشفاط , لذلك يجب أن يكون كل منا مثبت نظره فى الطريق والهدف الذى يريد أن يصل اليه من حيث حياته الخاصة والداخلية بينه وبين ربنا فى قلبه وهذا أهم شىء يجب أن نثبت نظرنا عليه ونفحصه من حين لآخر لكى لا نؤخذ فى دوامة ويضيع منا الهدف الحقيقى الذى أتينا إلى هذا المكان من أجله.
أما بالنسبة للأسرة بالجسد أتمنى أن كل واحد يكون هدفه ثابت دائماً وهو خلاص نفسه ولاينشغل بمشاغل العالم بل يحاول أن يركز على علاقته بالله يتمتع بها وينميها ولا يضيع منه الهدف .
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

خدمته فى انجلترا

سافر أبونا سمعان الأنبا بولا يوم 17 سبتمبر 2002 مع نيافة الانبا أنطونى أسقف أيرلندا وأسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها للخدمة معه فى كنيسة مار جرجس و البابا أثناسيوس بنيوكاسل بإنجلترا ، ويمكن التعرف على خدمته من كلمات شعب الكنيسة:
من أبناء كاتدرائية الشهيد العظيم مارجرجس البطل
والقديس العظيم أثناسيوس الرسولى بنيوكاسل

 هى كلمات قليلة جداً من شعب الكنيسة تقديراً وعرفاناً للجميل لأبينا الحبيب الفاضل الورع الوديع : أبينا القديس أبونا سمعان الأنبا بولا. والحق هى كلمات بسيطة جداً ومختصرة جداً، لأنه لو كتبنا نيابة عن كل أسرة فى الكنيسة إختباراتهم الشخصية مع أبونا سمعان فى سنوات خدمته فى نيوكاسل لكتبنا كتباً فى ذلك ... ولكننا سنبرز فى خطوط عريضة خدمة أبونا سمعان، وهى كلمات قليلة لن توفيه حقه، ولكن الآن فى حضن المسيح ويعوضه الرب أكاليل عن تعب محبته للكنيسة وللشعب جميعاً .
لقد رأينا جميعاً ولمسنا فى أبينا سمعان :

1 – أمانته الشديدة فى خدمة الرب وخدمة الكنيسة :
+ كان أبونا سمعان يصلى 3 قداسات كل أسبوع ( الأحد والأربعاء والجمعة) ولو سمحت الظروف لكان يصلى قداساً كل يوم .
+ كان حريصاً جداً على الشباب والأطفال : كانت وعظته قسمين : يبدأها أولاً باللغة الإنجليزية ليفهمها الشباب والأطفال ثم يعيدها باللغة العربية ... وكان لهذا أثر عميق جداً فى نفوس الشباب والأولاد، فقد أحسوا بقيمتهم الشديدة عند أبونا سمعان وحرصه الشديد عليهم أن يكونوا فى الكنيسة ليفهموا ويستمتعوا بكلمات الوعظ والإرشاد .
+ وهكذا كان أيضاً فى صلاة القداس الإلهى ، كان معظم القداس باللغة الإنجليزية ... وذلك لحرصه الشديد على أولاد الكنيسة فى كل الأعمار.
+ كان أبونا سمعان منظماً ومرتباً جداً يوزع شهرياً على كل الشعب ورقة بها جدول الخدمة ومواعيدها لكل الشهر من قداسات وصلاة عشية وإفتقاد للأسر فى منازلهم ودرس الكتاب ... وكانت مواعيده دائماً دقيقة جداً .
+ كان أبونا سمعان يهتم جداً بأهل أثيوبيا والحبشة وينظم لهم إجتماعاً شهرياً ويفتقدهم ويهتم بأبنائهم وعمد الكثيرين منهم ومن الأجانب وكان محبوباً بشدة من الجميع .
+ حتى فى أيام مرض أبونا سمعان، كان دائماً حريصاً على صلاة القداس الإلهى رغم تعبه الشديد ولم يمنعه عن الكنيسة إلا إشتداد المرض عليه جداً وكان الجميع يتعجبون وقت صلاة القداس الإلهى : أبونا سمعان فى حالة شديدة من الضعف لا يستطيع ان يتكلم ولكن وقت الصلاة يسمعون صوتاً قوياً جميلاً . ما كل هذه القداسة والنعمة ؟! .


2 – أمانة أبونا سمعان فى إفتقاد الشعب :
+ أبونا سمعان كان دائماً على إتصال دائم بكل الأسر وإفتقادهم إما بالزيارات المنزلية، مهما كانت الأحوال الجوية ، أو بالإتصالات التليفونية أكثر من مرة فى الأسبوع الواحد، ليطمئن على الجميع .
+ كان دائماً يتصل بالشباب وخصوصاً بطلبة الجامعات البعيدة عن نيوكاسل ليطمئن عليهم ويرسل لهم على E-mail كلمات روحية وأقوال للقديسين تثبتهم وتعينهم على غربة العالم .
+ والشىء العجيب والمذهل : عندما كان أبونا سمعان فى شدة مرضه فى المستشفى، كان يتصل بأحبائه المرضى فى كل مكان ، كان يتصل بهم عدة مرات ليطمئن على صحتهم ويصلى من أجلهم ويرسل لهم الهدايا الجميلة والكروت المملؤة بكلمات النعمة والمحبة. فكان سنداً قوياً لكل تعبان وبصلاته الطاهرة القوية كان الرب يتمجد مع الجميع .
+ كان يصلى لكل أولاده فى كل الإمتحانات، ويتصل تليفونياً ليطمئن على سير الإمتحانات ... وكان دائماً أول المهنئين لأولاده فى نتائجهم العظيمة بفضل صلواته القوية
+ كان دائماً يتصل بأى أسرة تتغيب عن حضور القداس الإلهى ليطمئن عليهم وعلى أحوالهم .

3 – أمانة أبونا سمعان فى خدمة الكنيسة :
+ كان أبونا سمعان يشرف على كل شىء فى الكنيسة بنفسه . وفى وقت إدخال التدفئة فى الكنيسة كان أبونا سمعان مع العمال والمهندس اليوم كله من الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة الخامسة مساءأ. وبخبرته الهندسية الكبيرة كان يهتم بكل صغيرة وكبيرة ليتم العمل بكل أمانة ودقة .

4 – أبونا سمعان فى شراء دير القديس العظيم أثناسيوس الرسولى :

هذا الحلم الجميل الذى تحقق فى أيام خدمة أبونا القديس ابونا سمعان، الذى كان يبحث بكل حرارة عن المكان المناسب تحت إرشاد سيدنا القديس الأنبا انطونى، فلقد تعب كثيراً جداً فى السفر لمسافات طويلة لزيارة أماكن مختلفة. حتى جاء الوقت المعين من الله ووقع الإختيار على المكان المناسب وأ شرف ابونا سمعان مع المختصين على شراء الدير وإتمام الإجراءات القانونية... وكان الدير هو آخر مكان صلى فيه ابونا سمعان قبل رحيله بالجسد عنا .

5 – أبونا سمعان فى الإعتراف :
كان أباً حانياً جداً جداً مشجعاً ومرشداً بكلمات النعمة ، فكانت له حكمة الشيوخ وشفافية الروح ، وله القدرة على أن يفهم عمق شخصية المعترف ونقاط ضعفه، ليرفعه ويرشده روحياً لينمو فى معرفة الرب، كان تبكيته رقيقاً جداً بكل محبة ووداعة يمس القلب وتشجيعه ينتشل قلب الضعيف من اليأس ويملأه رجاء وأمل وحرارة روحية .

6 – ومرض أبونا سمعان كان هو الشيء الذى كشف للجميع قداسة أبونا سمعان :
الشكر العظيم الذى كان دائماً فى فمه وعلى لسانه والرضى والتسليم الكامل لمشيئة الرب بالفرح والصبر والإحتمال وتلك الإبتسامة الملائكية على وجهه فى الوقت الذى كانت الدموع تملأ عيوننا وقلوبنا كان ينظر لنا بحب عظيم وإبتسامة جميلة هادئة ليشجعنا ويقوينا ويعزينا .
أبونا سمعان : عشت بيننا سنين قليلة كنت سنداً قوياً، نستند عليه وصلاتك الروحية الطاهرة القوية كانت دائماً ترفعنا وإرشاداتك لنا ولأولادنا باقية معنا. الله يعلم كم نحن نفتقدك بشدة، وهذه كلمة أحد أبناءك الصغار
I wish Abouna come back again
أبونا سمعان : غبت عنا بالوجه فقط لا بالقلب. أنت دائماً معنا وفى قلوبنا وفكرنا، نرجوك لا تنسانا ، أنت لم تنسانا على الأرض، لا تنسانا أمام عرش النعمة. وكما كنت تصلى دائماً لأجلنا على الأرض، نرجوك صلى دائماً لأجلنا كباراً وصغاراً أمام السيد المسيح ليعيننا على غربة العالم ويغفر لنا خطايانا .
أنت الآن يا أبونا سمعان فى أجمل مكان وسوف نقول مع نيافة الأنبا موسى فى كلمة وداعك : يا بختك يا أبونا سمعان يا بختك يا بختك يا بختك .
" نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أمين فى القليل فأقيمك على الكثير ،
أدخل إلى فرح سيدك "
أحباؤك
شعب نيوكاسل

ويمكن التعرف على بعض من مبادئه فى التعامل مع الجميع من خلال الكلمات التى كان يكتبها لنفسه ، وقد وجدت فى قلايته بعد نياحته ، و منها الآتى :

+ نيافة الأنبا أنطونى :
1 . انسان روحانى + متواضع محب بسيط ...........
2 . انسان حكيم جداً - يفضل مشورته فى كل شئ
إعمل أى حاجة لكن بعد مشورته
3 . يحب الأطفال وبالتالى نحبهم أيضاً
4 . انسان يحب النظام والنظافة (المكان والسكن فى كل شئ الكنيسه والملابس ) والدقة ( فى القداسات + المواعيد كلها ) والإلتزام ( تعد وتفى )
5 . الدقيقة عنده لها قيمتها

كيف نعامل الأنبا أنطونى ؟
1 . الطاعة ( أقدم ويعرف اكثر )
2 . الإخلاص له فى كل شئ والإحترام والتقدير ( الناس تشعر بها )
3 . محاولة التعلم منه
إيمان لايهمه أى شئ
اجعل عينك ذكية لتأخذ خبرته فى كل موقف وتصرفاته وتفحص ذلك
4 . فى أى مجلس فى وجود سيدنا تكون المتحدث رقم 2
5 . الخوف والإخلاص للمطرانية نفسها ومرافقها ومصاريفها

+ الحب الحقيقى من القلب الذى يظهر فى التصرف ويشعر به قلب الذى أمامك
+ لاتجعل أبداً حاجزاً بينك وبين الأنبا أنطونى
التعامل مباشرة بينك وبينه
+ يفرح جداً بتعليم السواقة ولو بحصص خاصة فى شركة هناك
+ أعطى الكرامة للأنبا أنطونى دائماً فى كل شئ
+ لاتنقل خبراً لأحد علمته عن سيدنا إلا إذا قال لك
+ لاتشيع خبراً عن تحركاته إلا بموافقته

الأباء الكهنة أخوتك والشعب
تقدم لهم الآتى
1 . الحب الخالص من القلب
2 . الإحترام الواجب
3 . الإفتقاد ( تتصل بهم مثلاً فى الاسبوع مرة للإطمئنان عليهم ) وفى المناسبات
4 . فى إجتماع الكهنة تكون لماح تأخذ من كل وردة رحيقها
إشرب فى الأول من خبرتهم
5 . لاتشعرهم إنك معلم بل إنك تلميذ حتى لو كنت معلم
6 . لاتفرق فى المعاملة بين الكهنة والرهبان كلهم
7 . إذا كنت ترغب فى إمتلاك قلوب شعبك إمتلك أولاً قلوب أبنائهم
إسأل عن الاولاد بقلب نقى وحبهم وإنزل لمستواهم ونمى مواهبهم

+ الشمامسه :
كلهم ممتازين إهتم بهم : تعب معهم أبونا اكسيوس الأنبا بيشوى ( الأنبا أنطونى ) وبعد ذلك أبونا أرشيلاوس المقارى وبعد ذلك القمص متاؤس الأنطونى ( الأنبا دانييل ) وهنا يأتى دورك يا أبونا سمعان ويتبقى أن تكمل مسيرة هؤلاء الثلاثة
الشمامسة على إستعداد أن يكونوا خورس عظيم
لاتضغط على الشمامسة بل اعطهم وقت للعب
وكانت له علاقات محبة بالآباء كهنة الايبارشية ، ويكتب القس كاراس الأنبا بيشوى كاهن كنيسة البابا أثناسيوس الرسولى Norwich :

ملاك حل بيننا ثم رحل

"أجسامهم دفنت بالسلام و أسماؤهم تحيا مدى الاجيال"( يشوع بن سيراخ 44 : 14)
 يعز علىّ جداً رحيل أبونا المحبوب سمعان الأنبا بولا، هذا الأب الذى خدم بيننا فترة قصيرة،( ثلاث سنوات تقريبا)، ولكنها كانت كلها بركة ، وكانت عميقة فى قوتها ، هذا يذكرنى بالقديس العظيم يوحنا المعمدان ، الذى كانت مدة خدمته ثلاث سنوات تقريباً على الأرض، ولكن كان لها تأثيرها وعظمتها ، أبونا سمعان كان ملاك أرسل إلينا من البرية الشرقية، من وسط الملائكة الأرضيين ، وعاش كملاك، ثم رحل عنا فى هدوء الملائكة . أحب الكل فأحبه الجميع، كبيرأ وصغيراً .
 عرفت أبونا سمعان حينما حضر إلى إنجلترا مع نيافة الحبر الجليل أسقفنا الأنبا أنطونى للخدمة، تعاملت معه فأحببته من قلبى، لما رأيت فيه من وداعة وإتضاع، وبراءة، وروح بسيطة ومرح، وصرنا ليس فقط زملاء فى الخدمة وحسب، ولكن كنا كأننا أخوة بالجسد، نسأل بعضنا على البعض، وأصبحنا اقرب إلى بعض، حتى حينما زرته مع الآباء كهنة الإيبارشية فى فترة مرضه، قال للآباء ] أبونا كاراس التوأم بتاعى [ تأثرت للغاية لهذه الكلمة، وكان يرتب أن يسافر أجازته مع أجازتى كل عام، ولكن الآن هو سبق وسافر قبلى ليس إلى مصر ولكن للسماء .
 عرفت فى أبونا سمعان الهدوء، لم أره مرة ثائر، أو محتد، كان هادىء فى كل تصرفاته، فى مشيه، فى تفكيره، فى صلاته، وهذا ينبع من السلام الداخلى الذى كان يتمتع به، فكان دائم الأبتسامة، وخصوصاً حينما يقابل أى شخص، تجده يستقبله بإبتسامة كلها دفء وحب وترحيب.
 عرفت أبونا سمعان، راهباً بالحقيقة، فكان ناسكاً، حينما كنت أزوره فى نيوكاسل، ألاحظ هذا، يعيش بالقليل الذى فقط يقوته، وفى مرة من المرات قلت له يا أبونا أهتم بنفسك فى الأكل لئلا تتعب، فرد على وقال مازحاً ] كل انت يا أخويا وغذى فى جسدك [ ومازالت هذه الكلمات ترن فى أذنى للآن، فمجرد أن تنظر اليه فلابد أن تتعلم شيئاً من حياته. ومن محبته للحياة الرهبانية، زار الدير ( دير البابا أثناسيوس الرسولى بالأيبارشية) وصلى فيه آخر قداس له على الأرض، والآن هو يصلى عنا فى الفردوس فى مساكن القديسين، وصار لنا شفيع .
 أبونا سمعان كان دقيقاً فى كل تصرفاته، فى كلامه، وفى صلاته، فى إتخاذ أى قرار، يأخذ منه بعض الوقت وكنت ألاحظ هذا حتى فى شراء بعض مستلزماته، وهذا يدل على تدقيقه وأمانته فى حياته الروحية.
 عرفته راهباً متضعاً إلى أبعد الحدود، نقى القلب، طاهر عفيف ، دائما كان يستخدم كلمة ] أبى [ فى مخاطبة أى أب من الآباء الكهنة، وهذا يدل على عمق الإتضاع، حتى أكاد أكون تعلمتها منه دون أن أدرى، وأستعير منه هذا التعبيرلأقول له : ـ
طوباك يا أبى لأنك عشت وجاهدت وغلبت ، والآن تخدم خدمة من نوع آخر " ولكنه الآن قد حصل على خدمة افضل " (عب 8 : 6) فكنت أميناً فى القليل، الذى هو فترة أيامك على هذه الأرض، فأقامك المسيح على الكثير وهى الأبدية التى لا تنتهى " نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك " (مت 25 : 21) .
طوباك يا أبى لأنك إحتملت المرض بشكر، فنلت أكليل الحياة ، "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه " (يع 1 : 12) .
طوباك يا أبى لأنك تركت العالم بما فيه من شهوات ومقتنيات وذهبت للدير، والآن تركت الأرض كلها بما فيها، لتنعم بالحياة الأبدية فإنه " مع المسيح ذاك أفضل جداً " (في 1 : 23) ، ونلت إكليل البتولية .
طوباك ياأبى لأنك أستعديت لتلك اللحظة التى فيها تنطلق من هذا الجسد، فكثيرون لم تُعطى لهم، وهذا من محبة سيدك لك الذى أحبك .
 وداعاً ياأبى المحب إلى أن نلتقى مرة أخرى فى الأبدية السعيدة، إن كنا قد أفتقدناك بالجسد، لكن أثق بأنك معنا بصلواتك التى لن تنقطع أمام المذبح السماوى ، ربحناك شفيعاً لنا، يؤازرنا بطلباته حتى نقضى أيام غربتنا بسلام، صلى عنا يا أبى أمام عرش النعمة ، وسنظل نذكرك على مدى السنين لأن " الصديق يكون لذكر ابدي " (مز 112 : 6) .

أخـــوك
الراهب كاراس الأنبا بيشوى

وكانت صلاته تتسم بالروحانية فى أثناء إدخال التدفئة للكنيسة ، سئل عن مدى احتياج الهيكل للتدفئة ، فكانت اجابته بأنه لا يدرى ، و الأفضل توجيه هذا السؤال لشخص آخر ، وهذا لأنه كان لايشعر بما حوله أثناء الصلاة . وقد اهتم اهتمام كبير بالشباب وقد وجدت فى قلايته هذة الورقة التى توضح تخطيطه لخدمة الشباب فى انجلترا:


Dangers facing youth :
False teaching
Immorality
Existential الوجوديين
Liberals (protostants , Catholics , evangelists )
عضو فى مجلس الكنيسة للشباب
نسبة الشباب ؟
هل يأتون للكنيسة أم لا ؟
هل يتناولون ويعترفون أم لا ؟
ما واجبنا حيال هذا الشباب


Your own responsibility for youth
ما المتاعب التى تحارب الشباب ؟
ما الأفكار التى تحارب الشباب ؟
وكيف نواجهها ؟
ماذا فعلت من أجل الشباب ؟


هل يمكن تكريس شباب لخدمة الشباب ؟
كان يسعى أيضاً لجذب الجميع للمسيح فقام بتعميد بعض البريطانيين بعد أن شرح لهم العقيدة الأرثوذكسية. وذهب إلى احدى الكنائس الانجليكانية والقى هناك محاضرة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. كما إستقبل مجموعات من البريطانيين فى الكنيسة القبطية والقى عليهم محاضرة فى فن الأيقونات
القبطى . وأهتم بتكوين علاقات مع رؤساء مختلف الطوائف وحتى فى أثناء وجوده بالمستشفى فى عيد القيامة المجيد ، قام بالاتصال تليفونياً بهم لتهنئتهم بالعيد .

ومن أبنائه الروحيين بهولندا ، نذكر ما يلى :
وقت قصير مع أبونا سمعان الأنبا بولا

كان زوجي علي معرفة قويه بأبونا وكان يتحدث معه تليفونيا من هولندا ويسأل عنه حيث أنه من أولاده وعندما سأله عني أخبره زوجي أنني في حالة نفسية سيئة نتيجة لبعض المشاكل، فأصّر أبونا وقتها أن أتصل به أنا. ولما أخبرني زوجي بما حدث غضبت منه حيث لم أكن أعرف أبونا علي الأطلاق فكيف اذن سأتحدث معه عن أشياء صعب الافصاح عنها لأي شخص، وفكرت في جعل المكالمة مجرد مكالمة عادية أشكره فيها علي اهتمامه. وفعلا بعد يومين اتصلت بأبونا وكانت أول مرة والغريب إنني شعرت بأن معرفتي به ليست من دقائق بل من شهور...... فكان حنونا ولطيفا ومع ذلك لم أبح بما يضايقني فأكّد عليّ أن أعاود الاتصال به مرة ثانية للاطمئنان علي أحوالي حتي لو لم أتحدث معه فيما يتعبني ويضايقني. مرّ يومين وفي الثالث وجدته يتصل هو بنا من مصر......... في الحقيقة لم أكن أتوقع منه كل هذا الاهتمام ومرت ثلاثة أيام أخري وعاد أبونا واتصل بنا. كم خجلت من نفسي علي كل هذا الاهتمام وكل هذه المحبة التي تفيض منه وكم عزاني بحديثه وطمأنني وبعدها أفصحت بكل ما في صدري واستمرت بيننا المكالمات الي أن أكرمنا رب المجد بمجيئه الي انجلترا وصارت بيننا الاتصالات أكثر وأسهل كثيرا.

لا أستطيع القول بأن هناك ما أذكره وهناك ما أنساه بالنسبة لأبونا سمعان فأنا إلي الآن لا أستطيع التوقف عن تذكر كل ما حدث بيننا وبين أبونا لأنه حلم جميل مضي سريعاً ولا أريد نسيانه، ومن المواقف الكثيرة التي أثرت في حياتي : أنني كنت أعاني من تأنيب الضمير في شيء كنت أود لو اعترفت ولكني لم أكن أملك الجرأه علي قوله ومضت شهور وأنا في كل مره أذكر لأبونا انني أود الاعتراف بشيء مضي ولكني لا أستطيع وفي كل مره كان يخبرني بأن الاعتراف أمر ليس فيه مكان للخجل وأن الرب يفرح بالتائب والمعترف هذا بالاضافة لأننا أصدقاء ولا يمكن للأصدقاء أن يخفوا عن بعضهم البعض شيئا ،وأخيراً اعترفت له بهذا الشيء. وكأن حجراً ثقيلاً قد أزيح عن صدري والغريب أنني لم أتوقع رد فعله فقد كان كالمعتاد رقيقا حنونا حيث قال كلمته المشهوره ] أنت بركة[ ثم أكمل ] أنت كتكوت صغير و ربنا بيحب الكتاكيت الذين دائما يصدوا الشيطان و الشيطان يخاف من الانسان الذي يعترف بخطئه [.

الغريب أنه بعد هذا الموقف أصبحت أعترف بالأشياء الصغيرة والكبيرة وصرت حريصة أكثر في أفعالي وأقوالي فسألت أبونا عن السبب الذي يجعلني أسأل في كل شيء ، فأجاب أبونا بكلمات لن أنساها أبدا وقال لي ] ان حياة الانسان من صح وخطأ كالغرفة المظلمة والاعتراف كالنور الذي يضيء كل ركن من هذه الغرفة كلما اعترفنا بخطايانا وأخيرا يظهر ما في الغرفة من أتربة وأوساخ فنستطيع رؤيتها وازالتها. فأنت اعترفت الآن بشيء أظهر لك شوائب صغيرة كانت موجودة في حياتك لكنك لم تريها من قبل حيث كانت الغرفة مظلمة وها أنت الآن ترين كل ما فيها من صغير وكبير [ وكان معه كل الحق في ذلك.

لم يكن أباً عادياً ، بل كان أخاً وصديقاً وأبا، كان مثال للأب الكاهن الحنون الذي يشعر بأوجاع أولاده ويداويها. كان يربت علي أكتافهم ويحمل عنهم همومهم ويواسيهم. فأنا لم أراه في حياتي قط حيث كانت علاقتى به تليفونياً ولكنه كان يعرفني معرفة الأب بأبنته، كان يعلم ما يدور في نفسي وكان ينطق أولاً بما أريد قوله.......فعلا كان يحفظني عن ظهر قلب.

نعم لقد فقدنا ملاكا كان ينير لنا حياتنا. أنني أتذكره في كل موقف وأتذكر ما كان يوصيني به وما كان ينهيني عنه وأتذكرعندما كان يعزيني ويحكي لي قصص القديسين المعزية، وكانت ضحكته تخفف عنا أحزاننا ، أتذكر كم كان رقيقا لطيفا في تصرفاته حينما يتذكر أعياد ميلادنا ويتذكرنا في أوجاعنا أيضا. نعم ذلك هو أبونا سمعان وهكذا كان يشعر كل من يعرفه.

ولنعزي أنفسنا بأن روحه الطيبة المرحة تحيط بنا في كل مكان وفي كل وقت ، نعم هكذا أشعر فقد قال لي أبونا من قبل أن الروح بعد وفاة صاحبها تصبح روحاً طلقة ولها امكانيات لم تكن لها من قبل حين كانت في جسد صاحبها فهي تسمع وتشعر بكل انسان يتحدث اليها ويطلبها ونستطيع كلنا أن نخبره بأننا كنا ولازلنا نحبه كل الحب وأنه كان ولازال منارة لحياتنا وعزاء وملجأ لنا. فنحن يا أبونا فرحين ومطمئنين أنك مع القديسين تنعم بكل البركة هناك. فصلي من أجلنا وأذكرنا.

  رد مع اقتباس
قديم 15 - 05 - 2013, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بنتك انا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك انا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب طيف ملاك

تجربة المرض
حينما كان أبونا سمعان بمصر فى أجازته السنوية اكتشف فى أواخر فبراير 2005 أنه يعانى من فشل كلوى حاد بالرغم من تحمله وعدم الشكوى فبدأ فى عمل الغسيل الكلوى مع الفحوصات فقرر سيدنا الأنبا أنطونى أن يسافر إلى إنجلترا لتكملة الفحوصات والتأكد من التشخيص وبدء العلاج من أوله بالخارج .

و دبرالرب سفره سريعاً وهناك تأكد التشخيص ( ميلوما بالنخاع العظمى) وهو مرض نادر جداً فهو حالة فى 7 مليون وتأتى لكبار السن فقط . وشرح له الطبيب حقيقة المرض وتفاصيله ومضاعفاته والعمر الافتراضى وأعطاه كتاب خاص لهذا المرض ، فكان الجميع حزين ومتألم ولكن أبونا تقبل كل هذا بسلام عجيب وبابتسامته المعهودة وأخذ يطمئنهم ويقول لهم ] أنا كويس خالص لاتقلقوا علىّ [ فكان سبب بركة وعزاء . وقال لنيافة الأنبا أنطونى ] أنا مطمئن وفرحان ومستعد ، الرب يفعل ما يريده لى [.

وقد بذل نيافة الأنبا أنطونى الكثير من جهده ووقته بمنتهى المحبة وسخر كل طاقاته لرعاية أبونا ، كما سافر اليه القمص صليب النقلونى ليرافقه طوال فترة مرضه وحتى آخر لحظة فى محبة حقيقية وخدمة باذلة وأخوة روحية. والتف جميع شعب كنيسة مارجرجس والبابا أثناسيوس بنيوكاسل حول أبونا وكان الجميع يسعون الى تقديم خدمات المحبة فى أى وقت .

وأثناء وجوده بالمستشفى كان يعزى المرضى ويحدثهم عن الله وعن دير البابا أثناسيوس الرسولى فكانوا يتأثرون بكلامه ، حتى أن أحد المرضى رسم صورة كبيرة للدير وأعطاها لأبونا ، حتى إن فترة مرضه كانت سبب بركة لكثيرين . وظل الأطباء حوالى شهر فى كونسلوتو لتقرير العلاج وأخيراً استقروا على عدم إعطاء الكيماوى لأنه خطر عليه. وهنا تقول د. سالى من نيوكاسل أن أبونا قال لها أنه سوف يأخذ الكيماوى ويكمل كل الأمور وفي أكثر من مناسبة كان يذكر لها أنه فى شهر أغسطس لا يكون كيماوى ولا غسيل وسوف يرتاح من كل المتاعب. وبالفعل بعد ذلك تم إعطائه الكيماوى ثم تم ايقافه من أول أغسطس لأنه لم يعد له جدوى .

كان المرض لايشغله ولكن شىء آخر وسأله للطبيب هل أستطيع ممارسة خدمتى وأقوم بصلاة القداس . فأجابه بالنفى وهنا بكى أبونا . ولكنه لم يستسلم وكان يحضر قدر استطاعته القداس بكنيسة المستشفى ويتناول . وقد وجدت هذه الورقة فى قلايته بعد نياحته ومن الواضح أنه كتبها أثناء فترة مرضه :
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لحن إبؤورو (ياملك السلام) للأب الورع القس متاؤس ملاك والشماس بولس ملاك
ذكصولوجية رابعة للصوم الكبير - باللغة العربية - القس برنابا ملاك - الشماس بولس ملاك
مؤلفة كتاب «حماتي ملاك» كنت هقتل جوزي أو أدخل مستشفى المجانين
كباب عروك العراقي - كباب الطاوه - اكلة سريعة وسهلة بدون فرن
كتاب دورة الصليب و الشعانين - كتاب المدائح والتماجيد - كتاب الخدمات


الساعة الآن 11:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024