منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2013, 06:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

أليشع والقوى الحارسة
أليشع والقوى الحارسة

وكم نحتاج أن نتأمل أليشع مع غلامه فى دوثان ، لنرى الفارق بين البصيرة ، والبصر ، وبين المؤمن المدرب على الشركة المتعمقة مع اللّه ، والحديث الإيمان الذى لم يدخل إلى العمق فى الحياة الروحية !! ... نام أليشع وغلامه فى تلك الليلة فى دوثان، ولا نعلم ما الذى أيقظ الغلام فى الصباح الباكر ليرى المدينة الصغيرة محاصرة بجيش ثقيل للأراميين ، .. كان أليشع كرجل وطنى يحب بلاده ، قد دأب على تنبيه ملك إسرائيل فى حربه مع الأراميين إلى مواقعهم ومواطن الخطر التى يمكن أن يهاجموا منها ، إلى درجة أن ملك آرام ظن أن هناك خيانة ضده بين قواده وأتباعه ، ولكن واحد منهم بين له السر الكامن فى أليشع ، وفى قدرته على الكشف عن سرائر الملك وأعماله، ... وسمع الملك أن أليشع فى دوثان ، فأرسل مركباته وفرسانه وجيشاً ثقيلا وحاصر المدينة ليلا ، .. ولعل النظرة الدقيقة إلى الخطر الذى أحاط بأليشع ، يمكن أن تعطى صورة لفداحته ، وأكثر من ذلك ، إلى صورته النمطية المشابهة فى حياة الناس، فالخطر شئ قد يفاجئ الإنسان الهادئ الوادع الذى يستيقظ بين عشية وضحاها ، ليرى كل شئ قد انقلب رأساً على عقب ، ... لقد نام أليشع فى الليلة السابقة دون أن يخشى شيئاً أو يفزع من خطر ، وها هو الآن يرى الخطر حقيقة ماثلة أمام عينيه ، إن الزمن قلب ، والحياة متغيرة ، ولا أمان لإنسان فى أى زمان أو مكان من أن تأتيه الأخطار من هذا الجانب أو ذاك ، دون أدنى توقع أو استعداد ، ... وكان الخطر - أكثر من ذلك - هو خطر الإنسان الذى لا يدرى مؤامرات الآخرين ضده ، فهو ينام هادئاً ساكناً ، لا يعلم أن المؤامرات تحاك ضده فى الظلام ، ... وما أكثر ما يقع المؤمنون فى فخاخ لا يلبثون أن يجدوا أنفسهم مطوقين بها من كل جانب ، يدرون أو لا يدرون ، وتذهب كل حيطة فى خبر كان كما يقولون ، ... على أن الأمر الأقسى والأشد ، هو أن الخطر حدث بكيفية لا يمكن الإفلات منها أو دفعها ، .. لقد طوقت المدينة بجيش ثقيل جداً ولا سبيل حسب النظرة البشرية إلى الدفاع أو الخلاص من القوة المحاصرة !! .. ولأجل هذا فزع الغلام جداً ، ووصاح : " آه يا سيدى ، كيف نعمل !! ؟ " 2 مل 6 : 15 " ... ولم يفزع أليشع مثل الغلام ، وصلى إلى اللّه ليفتح عينى الغلام ، ويرى الجيش الحارس المرسل من اللّه للنجدة !! ... وهذا الجيش يتميز بسمات أساسية ، إذ هو أولا وقبل كل شئ الجيش الحقيقى . فى قصة الإلياذة والأوديسة - لمن قرأها - وفى سائر كتابات الإغريق والرومان والمصريين نرى الخيال الوثنى وهو يتحدث عن تلك الآلهة التى كانت ترف على الناس وتمنحهم المعونة والقوة والمساعدة ، فتأتى مثلا مينرفا إلى تليماك بن أودسيوس وتثير فيه حماسة البحث عن أبيه ، وتضفى عليه المهابة والجلال إزاء أعدائه ، بل تسخر له الريح والهواء والناس ، وتحفظه من الأعادى . هذا هو الخيال الوثنى ، أما كتاب اللّه الصادق فيرينا أن اللّه يرسل جيشاً حقيقياً من الملائكة المرسلين لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص ، ..
فالجيش الذى رآه أليشع وغلامه لم يكن صورة خيالية أملاها الوهم ، بل حقيقة لم يرها الغلام إلا بعد أن فتحت عيناه ، .. ولعله من اللازم أن ننبه ههنا ، إلى الحقيقة - التى كثيراً ما ينساها الإنسان - وهى أن المنظور فى الحياة ، هو أقل الأشياء ، وأن الإنسان عن طريق العدسات المكبرة أو المخترعات المختلفة ، أمكنه أن ينفذ ببصره إلى ما لم يكن يراه من قبل ، ... فإذا وضعنا هذه القاعدة ، فإننا نعلم - فى المعنى الروحى - أن هناك عالماً خفياً أعظم وأوسع وأرهب وأقدر من كل عالم مرئى منظور ومعروف بين الناس ، ... وأن البصر لا يستطيع أن يصل إلى هذا العالم أو ينفذ إليه ، وأن البصيرة الروحية ، هى التى يمكن أن تراه ، وهذه البصيرة هى التى فتحت عينا الغلام عليها ليرى الجبل مملوءاً خيلا ومركبات اللّه حول أليشع ، ... من الواضح أن هذا الجيش غير المنظور أقوى من كل جيش أرضى منظورة ، بل هو أقوى من جيوش الأرض مجتمعة معاً ، ويكفى أن قبضة ملاك واحد قضت فى ليلة واحدة على مائة وخمسة وثمانين ألفاً من جنود سنحـــاريب ، .. " 2 مل 19 : 35 " وقد كان هذا الجيش هو الجيش الحارث ، فإذا كان جيش آرام قد أحاط بدوثان ، ودوثان هذه مدينة فوق تل ، وقد أحاط بها معسكر ملك آرام فى السهل ، ووجد الغلام عندما فتحت عيناه ، أية قوة تقف بينه وبين الجيش الأرامى ، ... جيش آخر من نار ولا يستطيع جيش آرام أن يبلغه أو يبلغ أليشع ما لم يقتحم هذا السور من نار !! .. حقاً إن " ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم ... " مز 34 : 7 " وهذا الجيش جاء إلى أليشع وظهر له ، وهو يؤدى واجبه الموضوع عليه إزاء بلاده وشعبه ، ... وعندما نؤدى الواجب المطلوب منا ، سنجد ملائكة الله تساعدنا وتساندنا ... كان أبتلتيتوس الرواقى يقول : ضع غرضاً نبيلا أمامك واذكر اللّه وسر إلى الأمام ولا تخف . وعندما أحاط الخطر بأليشع أحاطت به القوى الإلهية الحارسة ، ويالها من قوى مباركة تسهر علينا سواء ندرى أو لاندرى !! كان استونول جاكسون من أعظم القواد الذين أنجبتهم أمريكا ، وقد قيل عنه أنه لم يكن يخاف على الإطلاق أى إنسان أو أى عدو ، وقد حارب جاكسون مرات متعددة فى ظروف من أقسى الظروف التى تمر بقائد ، وقد حدث عندما كان قائداً لجيوش الشمال فى الحرب الأهلية الأمريكية - وكانت الحرب فى أدق مرحلة من مراحلها - أن أرسل إلى راعى كنيسته رسالة ظنها أهل المدينة متعلقة بأنباء القتال ، ولذا قرأها الراعى بصوت عال ليجد القائد يقول له : " ياراعى العزيز لقد تذكرت اليوم أن المطلوب للعمل المرسلى فى الخارج قد جاء ميعاده ، وها أنا أرسله لكم ، وآمل أن يأتى اليوم عندما تنتهى هذه الحرب ، ويفوز الجانب الواقف إلى جانب الحق ، أن نذهب جميعاً إلى العمل الرئيسى فى الحياة الذى هو خلاص نفوس الناس " .
وصف أليشع فى الكتاب تسعة وعشرين مرة بأنه رجل اللّه ، وقد كان حقاً الرجل الذى عاش ببصيرته الروحية يحمل رداء إيليا ، وهو الوحيد بين جميع الأنبياء والقديسين الذين امتدت معجزاتهم إلى ما وراء حياتهم ، إذ مس ميت عظامه فى قبره عندما طرحه حاملوه على عجلة خوفاً من غزاة موآب ، فقام وركض وراءهم " 2 مل 13 : 21 " . وكان هو مثل إيليا يحق له أن يوصف بالقول : مركبة إسرائيل وفرسانها، أو ذلك الجيش العظيم العرمرم الذى يصنعه اللّه من فرد ، لمجده العظيم فى الحياة وبين الناس !! .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تمسـك بالمذبح الذي فيه عنـاية الله الحارسة
الملائكة الحارسة
استمرار توقف الدارسة في رأس غارب
جامعة القاهرة تحرج "نصار" وتعلن انتظام الدارسة بجميع الكليات
معلمون بالإسكندرية يهددون بعدم بدء الدارسة لاستمرار القيادات الإخوانية في مناصبها


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024