منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 08 - 2017, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 18821 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف،
بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ:
يا أبا الآب.
الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله.
رومية 15:8-16
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الروح القدس هو الذي يضمن لنا أننا لا يجب أن نخاف من الله و لكن يمكننا أن نقترب منه كأب محب و حنون الذي يستمع دائما لقلوبنا و يسعى ليبارك حياتنا.
أبا الآب, أنت مجيد و مهيب. أعمالك عجيبة. قوتك يا الله لا يمكن فهمها. نعمتك يا رب القوات رائعة. أشكرك أيها الآب البار و القدوس لسماحك لي أن أقترب منك كأبىي القريب مني دائما و الحاضر في حياتي . من فضلك أجعل قربك مني يتضح أكثر في حياتي اليوم. باسم يسوع. أمين.
 
قديم 17 - 08 - 2017, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 18822 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم
وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر،
ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي.
يوحنا 16:15
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هل حدث لك أن تم اختيارك آخر الكل ؟ هل حدث لك أن لا أحد كان يريدك في فريقك ؟ أليس من الجدير بالملاحظة أن الله أختارنا فى المسيح يسوع .أليس هذا رائعا أننا محبوبون و مرغوب فينا من ملك الدهور و أبنه يسوع المسيح . لم يتم اختيارنا بسبب الشفقة و لكن لكي نحدث تغيير . لقد تم اختيارنا لكي نعطي ثمار سوف تستمر ، و لكي يتم التأكد من هذا الإنتاج فلقد وعد يسوع أننا يمكننا أن نطلب من الله بركاته في عملنا لمملكته و هو سوف يباركنا. يا له من شيء عظيم .
 
قديم 17 - 08 - 2017, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 18823 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في القبر


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لَا تَبْقَى الْأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لِأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلَاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الْأَوَّلِ وَالْآخَرِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لِأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ. وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لِأَنَّ هذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: "عَظْمٌ لَا يُكْسَرُ مِنْهُ". وَأَيْضاً يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ: "سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ" (يوحنا 19:31-37).
أسلم المسيح الروح قبل أن يبتدئ العيد العظيم بساعتين، فتيسرَّ للرؤساء عذرٌ لتجديد تعذيب المسيح، فطلبوا من الوالي أن يكسر سيقان المصلوبين، فلبَّى الوالي طلبهم وأمر بذلك، لأنه لا يتصور أن يموت أحد في هذا النهار. وكان الرؤساء يريدون أن يعاملوا عدوهم العظيم بعد موته معاملة المجرمين السياسين بعد صَلْبهم، فيطرحون جسده خارج المدينة لتفترسه الوحوش. لكن قانون خروف الفصح يمنع كلياً كَسْر عظم منه، وتقول إحدى النبوات عن المسيح إن عظماً منه لا ينكسر (مزمور 34:20) فكيف يتحقَّق هذا الرمز، وكيف تتمُّ هذه النبوة، بعد أَمْر الوالي الذي ذُكر؟ الجواب في ما جرى. فبعدما نفذ العسكر أمر الوالي في اللصين أتوا إلى المسيح فوجدوه قد مات. وهكذا أوقفتهم يد اللّه عن كسر عظامه.
ولكن لو تركوا المسيح هكذا لنقَصتْ براهين موته الحقيقي، وهذا أمر مهم. لأنه بعد حين قامت جماعة أنكرت حقيقة القيامة، مدَّعية بأنه دُفن في سُبات طبيعي واستفاق في قبره. فاستدركت العناية الإلهية شكوكاً كهذه، وأوجدت ما ينافيها تماماً، فإن واحداً من العسكر طعن جنب المسيح بحربة فتحت جرحاً عميقاً، جعل المسيح يقول بعد قيامته لتوما: "هات يدك وضعها في جنبي". ومن هذا الجُرح "خرج دم وماء". لأجل تحقيق هذا الأمر المستغرَب أضاف البشير قوله: "وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ" (يوحنا 19:35). ثم يستشهد بالنبوة القديمة "فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ" (زكريا 12:10).
مات فعلاً:

هذه خاتمة حوادث الصلب. أن المسيح الذي كان بمجرد لَمْسه يحوِّل الأجسام المصابة بالأمراض الكريهة والمميته، إلى أجسام صحيحة، حوّل بلَمْسه صليباً مؤلماً معيباً، شعار اللعنة والتوحّش، إلى موضوعِ الإكرام والإجلال، فصار شعار التمدُّن واللطف والحب والإِشفاق والشرف والخلاص الأبدي. لما كتب بولس الرسول: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلَّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 6:14) - كاد أن يكون منفرداً في العالم بهذا الافتخار. أما اليوم فيزداد الافتخار كثيراً جيلاً بعد جيل، ويزداد عدد شركائه فيه.
 
قديم 17 - 08 - 2017, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 18824 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طلب دفن المسيح


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الِاسْتِعْدَادُ - أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ - جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضاً مُنْتَظِراً مَلَكُوتَ اللّهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعاً. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: "هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟" وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. فَاشْتَرَى كَتَّاناً، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتاً فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ" (مرقس 15:42-46).
كان للمسيح تلميذ في الخفاء اسمه يوسف، من الرامة، كان عضواً في مجلس اليهود الأعلى. وكان يملك بستاناً به قبر محفور في صخر - ولعله كان يريد أن يدفنوه فيه في أورشليم المدينة المقدسة. وكان يوسف الرامي صاحب مكانة بسبب مقامه وغناه، وكان له مركز طيب عند بيلاطس. فلما عرف يوسف بموته وطلب أن يأخذ جسد المسيح. ومع أنه لم يتبع المسيح ظاهراً أيام انتصاره، إلا أنه تبعه يوم انكساره، فأثبت شرفه الحقيقي وصِدْق إيمانه. ووافق بيلاطس على طلب يوسف بعد أن تحقق من موت المسيح. فاستدعى قائدَ المئة الذي تولَّى أمر الصلب. ولما تأكد منه أن المسيح قد مات، أصدر الأمرَ للحرس العسكري بالسماح ليوسف أن يأخذ الجسد.
 
قديم 17 - 08 - 2017, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 18825 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تكفين المسيح ثم دفنه


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلَاطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلَاطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. وَجَاءَ أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الْأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لِأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيباً" (يوحنا 19:38-42).
اشترى يوسف الرامي كتاناً ثميناً لأجل التكفين، وجاء معه محبٌّ آخر يماثله في أنه مشير غني شريف وتلميذ خفي للمسيح، وهو نيقوديموس الذي "أتاه ليلاً" في أورشليم قبل هذا الوقت بثلاث سنين، وكلّمه المسيح عن الولادة الثانية من فوق (يوحنا 3). أتى الآن حاملاً مزيج مرٍّ وعودٍ للتحنيط نحو مئة مناً أي ما يقارب خمسة عشر رطلاً من الأطياب الثمينة، وهو ما يكفي لتحنيط جثة ملك. ولا بد أنه كان معهما خدم يساعدونهما في العمل الشاق الذي يقصدانه. ولا شك أن يوحنا انضمَّ إليهما في العمل.
مات المسيح منبوذاً حسب النبوَّة، لكنه دُفن بإكرام كملك، بفضل غيْرَة يوسف الرامي ونيقوديموس، فصحَّت النبوة الأخرى أنه "وَجُعِلَ مَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهُِ" (إشعياء 53:9) فبالنظر إلى غِنى يوسف لا بد أن يكون قبره "مغارة كبيرة" في جانبها المكان المُعدُّ لوضْع الجسد، فأخذوا الجسد عن الصليب وأتمُّوا الرسوم اللائقة من غَسْل وتحنيط وتكفين داخل المغارة. ولبثت النساء الأمينات واقفات في جوار المكان ينظرن إلى بعض ما حدث. ثم دحرجوا حجراً كبيراً على باب القبر.
 
قديم 17 - 08 - 2017, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 18826 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حراسة القبر المختوم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الِاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلَاطُسَ قَائِلِينَ: "يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلَامِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلَالَةُ الْأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الْأُولَى!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: "عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ". فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ" (متى 27:62-66).
لا بأس من تحويل النظر قليلاً من التلاميذ المحبِّين إلى شيوخ اليهود المبغضين، الذين ظنوا أنهم أفلحوا تماماً في المهمة التي شغلتهم كثيراً في هذه السنين الأخيرة، واستراحوا نهائياً من المسيح. لكن هل استراحوا حقاً كما يزعمون؟ وهل تسكت ضمائرهم عن تعذيبهم لسفكهم دماً بريئاً، مخالفين أقوال اللّه لأسلافهم؟ كان ما شاهدوه وسمعوه من قرائن الصَّلْب قد شوَّش أفكارهم لئلا يكون كلام المسيح أنه يقوم في اليوم الثالث صحيحاً، فذهبوا إلى بيلاطس يقولون: "يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمُرْ بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة أشرَّ من الأولى". فأجابهم باستخفاف: "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون". فمضوا وضبطوا القبر بالحُرَّاس وختموا الحجر. ويُرجَّح أنهم أفهموا الحراس بأن عملهم الخصوصي الذي وضعوهم هناك لأجله هو أن يقتلوا يسوع حالاً، فيما إذا قام كما قال.
في يوم الجمعة الذي فيه صُلب المسيح، يذكر الإنجيل بالاسم قليلين فقط من تابعي المسيح، فمن تلاميذه بطرس والإسخريوطي ويوحنا. ومن المؤمنين به سراً يوسف ونيقوديموس وربما سمعان القيرواني، ومن النساء أمه وأختها ومريم المجدلية وسالومة. إلا أنه يقول أيضاً: "كان جميع معارفه واقفين من بعيد ينظرون صَلْبه، ونساء كثيرات كُنَّ قد تبِعنْه من الجليل". وهؤلاء جميعاً يهدُّهم الفشل واليأس. لقد خطف الذئب الراعي، فأي رجاءٍ يبقى للقطيع؟
يقف المفكر المُخْلص تجاه ذلك القبر المختوم ليسأل نفسه: "هل يقوم هذا المدفون، أو هل يبقى في القبر ليرى فساداً نظير جميع الذين ماتوا قبله وبعده. فإن قام، عليه أن يقوم دون واسطة بشرية. قال عند قبر لعازر: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 11:25) وأكد لليهود أن له سلطاناً أن يضع نفسه أو يأخذها أيضاً. وإنْ لبث في قبره يَصْدُق الذين صلبوه لما عيَّروه بأنه لا يصلح مخلِّصاً للعالم ما دام عاجزاً عن تخليص نفسه بنزوله عن الصليب.
فكيف ينتهي أمر المسيح؟

كان غروبُ شمس السبت بداءة اليوم الثالث بعد موت المسيح، فاعتُبر الليلُ كلّه من اليوم الثالث حسب الاصطلاح اليهودي، أما القيامة فكانت قبيل نهاية هذا الليل وبدون رؤية أحدٍ من البشر.
خرج جسد المسيح من أكفانه دون رفعها، فبقيت ملفوفة في مكانها كما كانت وهي محيطة بجسده، حتى أنه ذُكر صريحاً أن المنديل الذي كان على رأسه وُجد ملفوفاً (لم يقل مطوياً). وتحرر جسده من القيود الطبيعية، فصار يظهر بغتة دون أن يُرى له قدوم، ودون أن تعيقه الحواجز الطبيعية.
 
قديم 17 - 08 - 2017, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 18827 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النساء يجئن صباح الأحد بالحنوط


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَّوَلِ الْأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: "مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟" فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لِأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً" (مرقس 16:1-4).
اتفقت النساء الأمينات أن يأتين بالحنوط الذي أعدَدْنه مساء الجمعة، ويجتمعن باكراً صباح الأحد عند القبر لتجديد التحنيط بإتقان، وكان هذا لظنهنَّ أن المسيح باقٍ في قبره. فاهتمَّ بهن مجلس السماء بناءً على أمانتهن وغيرتهن في أصعب الأحوال. فلم يكد يبتدئ هذا الاجتماع عند شق فجر اليوم الأول، أي الأحد، إلا سبقتهن إلى القبر خدمة الملائكة.
كُنَّ قد شاهدن في ساعة الدفن الحجر الكبير الذي أُغلق به القبر، فتحيرن في كيفية دحرجته ليتمكنَّ من الوصول إلى الجسد، لأنه كان عظيماً جداً. لكنهن جهلن صعوبةً أعظم جداً، وهي ما عمله الرؤساء بعد مبارحتهن القبر. ولا ريب أنهن لو اقتربن إليه في وجود الحراس لاعتبروهنَّ آتياتٍ لسرقة الجسد، وعاملوهن أقسى معاملة. ولو سُمح لهن بالاقتراب، فماذا كنَّ يصنعن بختم الحكومة على الحجر؟ لكن بما أن صعوبة رفع الحجر التي يعرفنها لم تثنهنَّ عن الواجب الحبي، أزال اللّه مِن أمامهن ليس تلك فقط، بل أيضاً ما هو أعظم منها كثيراً مما يجهلنه وهو حراسة الحراس، التي أُخفيت عنهن، رحمةً بهن، لئلا تمنعهنّ عن تأدية خدمتهن الشريفة، أَوَليس أكثر ما تخفيه عنّا العناية الإِلهية (إذا لم نَقُلْ كلُّه) قد أُخفي رأفةً بنا؟
أرسل اللّه ملاكاً ليفعل ما لا تستطيعه النساء. نزل الملاك ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه، فحدثت عند نزوله زلزلة عظيمة، فارتعب الحراس وهربوا من دحرجة الحجر، ومن هيئة الملاك الذي كان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج.
نهضت النساء للمجيء إلى القبر والظلام باق، وسِرنْ إلى أن بلغْنَ المكان عند طلوع الشمس وعيونهن شاخصات إلى القبر من بعيد، ولم تكن أمُّ يسوع معهن لأنها كانت في بيت يوحنا الحبيب تستقبل تعزيات من يتجرأ من المحبين على زيارتها بمناسبة وفاة ابنها.
أما مريم المجدلية فكانت المتقدمة في زمرة النساء المتعبدات، لأنها كانت تشعر بعظمة دَيْنها لمخلِّصها - والذي غفر له المسيح كثيراً يحبُّ المسيح كثيراً - ولم تجد من الخدمة والإكرام ما يكفي ليعبِّر عن شكرها القلبي للذي فكَّ أسْرَها القديم من نير سبعة شياطين.
"وَفِي أَوَّلِ الْأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً، وَالظَّلَامُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ. فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الْآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: "أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ". فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الْآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ الِاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الْآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الْأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الْآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الْأَمْوَاتِ. فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا" (يوحنا 20:1-10).
لما وقع نظر مريم على القبر ورأت الحجر مدحرجاً عن الباب، ظنّت أن شخصاً محباً أو مبغضاً أخذ الجسد الكريم، فكيف تطيق أن يهين المبغضون هذا الجسد؟ فرجعت راكضة إلى المدينة لتخبر بطرس ويوحنا، ولما وجدتهما قالت لهما: "أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه؟". فركض التلميذان إلى القبر مدفوعَيْن بمزيد الإهتمام والكدر. وسبق يوحنا بطرس، ولم يكتف بطرس بنظرة من بعيد، بل دخل القبر ليفحص بالتدقيق، لعله يجد سبباً يفسّر فُقدان الجسد. ثم دخل يوحنا مرة أخرى وراء بطرس، وفحصا المكان معاً، ورأيا هيئة الأكفان الغريبة، وبرهانَ اليد الإِلهية الظاهرة في بقاء منديل الرأس منفصلاً عن الأكفان، كما هي العادة في التكفين. وبعد المشاهدة مضى بطرس متعجباً في نفسه مما كان، أما يوحنا فرأى وآمن، بعد أن رأى الدلالة الواضحة على أن غياب الجسد لم يكن بعمل بشري، بل بقيامة خارقة للعادة. فإن هيئة الأكفان المرتّبة جيداً، وبقاءها في القبر، علامة كافية على أن عدم وجود الجسد لا يُعزَى إلى يدٍ أثيمة أو معادية. وكانا يعلمان جيداً أن ليس بين المحبين مَنْ أخذ الجسد من القبر، فأتمَّت الأكفانُ الغاية من ذِكرها، إذْ أقنعت بطرس ويوحنا أن المسيح قد قام حقاً ويقيناً.
كان القبر الفارغ برهاناً على القيامة لا يقبل الريب. فلو أن الأعداء أخذوا الجسد، لفنَّدوا القول بأنه قام، لأن جسده الميت بين أيديهم. والمحبون لا يجدون سبيلاً إلى أخذه، لأن ضعفهم ويأسهم، وختم الحكومة، والحراس، وسطوة خصومهم، موانع كافية تحول دُون ذلك. ولو فرضنا أنهم تمكّنوا من سرقة الجسد حسب تهمة اليهود، لكي يدّعوا أنه قام، فكيف نفسر اختباءهم في علية أورشليم مساء ذلك الأحد، وهم خائفون وغير مصدِّقين أنه قام؟
 
قديم 17 - 08 - 2017, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 18828 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح في القبر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لَا تَبْقَى الْأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لِأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلَاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الْأَوَّلِ وَالْآخَرِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لِأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ. وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لِأَنَّ هذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: "عَظْمٌ لَا يُكْسَرُ مِنْهُ". وَأَيْضاً يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ: "سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ" (يوحنا 19:31-37).
أسلم المسيح الروح قبل أن يبتدئ العيد العظيم بساعتين، فتيسرَّ للرؤساء عذرٌ لتجديد تعذيب المسيح، فطلبوا من الوالي أن يكسر سيقان المصلوبين، فلبَّى الوالي طلبهم وأمر بذلك، لأنه لا يتصور أن يموت أحد في هذا النهار. وكان الرؤساء يريدون أن يعاملوا عدوهم العظيم بعد موته معاملة المجرمين السياسين بعد صَلْبهم، فيطرحون جسده خارج المدينة لتفترسه الوحوش. لكن قانون خروف الفصح يمنع كلياً كَسْر عظم منه، وتقول إحدى النبوات عن المسيح إن عظماً منه لا ينكسر (مزمور 34:20) فكيف يتحقَّق هذا الرمز، وكيف تتمُّ هذه النبوة، بعد أَمْر الوالي الذي ذُكر؟ الجواب في ما جرى. فبعدما نفذ العسكر أمر الوالي في اللصين أتوا إلى المسيح فوجدوه قد مات. وهكذا أوقفتهم يد اللّه عن كسر عظامه.
ولكن لو تركوا المسيح هكذا لنقَصتْ براهين موته الحقيقي، وهذا أمر مهم. لأنه بعد حين قامت جماعة أنكرت حقيقة القيامة، مدَّعية بأنه دُفن في سُبات طبيعي واستفاق في قبره. فاستدركت العناية الإلهية شكوكاً كهذه، وأوجدت ما ينافيها تماماً، فإن واحداً من العسكر طعن جنب المسيح بحربة فتحت جرحاً عميقاً، جعل المسيح يقول بعد قيامته لتوما: "هات يدك وضعها في جنبي". ومن هذا الجُرح "خرج دم وماء". لأجل تحقيق هذا الأمر المستغرَب أضاف البشير قوله: "وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ" (يوحنا 19:35). ثم يستشهد بالنبوة القديمة "فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ" (زكريا 12:10).
مات فعلاً:

هذه خاتمة حوادث الصلب. أن المسيح الذي كان بمجرد لَمْسه يحوِّل الأجسام المصابة بالأمراض الكريهة والمميته، إلى أجسام صحيحة، حوّل بلَمْسه صليباً مؤلماً معيباً، شعار اللعنة والتوحّش، إلى موضوعِ الإكرام والإجلال، فصار شعار التمدُّن واللطف والحب والإِشفاق والشرف والخلاص الأبدي. لما كتب بولس الرسول: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلَّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 6:14) - كاد أن يكون منفرداً في العالم بهذا الافتخار. أما اليوم فيزداد الافتخار كثيراً جيلاً بعد جيل، ويزداد عدد شركائه فيه.
طلب دفن المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الِاسْتِعْدَادُ - أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ - جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضاً مُنْتَظِراً مَلَكُوتَ اللّهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعاً. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: "هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟" وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. فَاشْتَرَى كَتَّاناً، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتاً فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ" (مرقس 15:42-46).
كان للمسيح تلميذ في الخفاء اسمه يوسف، من الرامة، كان عضواً في مجلس اليهود الأعلى. وكان يملك بستاناً به قبر محفور في صخر - ولعله كان يريد أن يدفنوه فيه في أورشليم المدينة المقدسة. وكان يوسف الرامي صاحب مكانة بسبب مقامه وغناه، وكان له مركز طيب عند بيلاطس. فلما عرف يوسف بموته وطلب أن يأخذ جسد المسيح. ومع أنه لم يتبع المسيح ظاهراً أيام انتصاره، إلا أنه تبعه يوم انكساره، فأثبت شرفه الحقيقي وصِدْق إيمانه. ووافق بيلاطس على طلب يوسف بعد أن تحقق من موت المسيح. فاستدعى قائدَ المئة الذي تولَّى أمر الصلب. ولما تأكد منه أن المسيح قد مات، أصدر الأمرَ للحرس العسكري بالسماح ليوسف أن يأخذ الجسد.
تكفين المسيح ثم دفنه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلَاطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلَاطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. وَجَاءَ أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الْأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لِأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيباً" (يوحنا 19:38-42).
اشترى يوسف الرامي كتاناً ثميناً لأجل التكفين، وجاء معه محبٌّ آخر يماثله في أنه مشير غني شريف وتلميذ خفي للمسيح، وهو نيقوديموس الذي "أتاه ليلاً" في أورشليم قبل هذا الوقت بثلاث سنين، وكلّمه المسيح عن الولادة الثانية من فوق (يوحنا 3). أتى الآن حاملاً مزيج مرٍّ وعودٍ للتحنيط نحو مئة مناً أي ما يقارب خمسة عشر رطلاً من الأطياب الثمينة، وهو ما يكفي لتحنيط جثة ملك. ولا بد أنه كان معهما خدم يساعدونهما في العمل الشاق الذي يقصدانه. ولا شك أن يوحنا انضمَّ إليهما في العمل.
مات المسيح منبوذاً حسب النبوَّة، لكنه دُفن بإكرام كملك، بفضل غيْرَة يوسف الرامي ونيقوديموس، فصحَّت النبوة الأخرى أنه "وَجُعِلَ مَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهُِ" (إشعياء 53:9) فبالنظر إلى غِنى يوسف لا بد أن يكون قبره "مغارة كبيرة" في جانبها المكان المُعدُّ لوضْع الجسد، فأخذوا الجسد عن الصليب وأتمُّوا الرسوم اللائقة من غَسْل وتحنيط وتكفين داخل المغارة. ولبثت النساء الأمينات واقفات في جوار المكان ينظرن إلى بعض ما حدث. ثم دحرجوا حجراً كبيراً على باب القبر.
حراسة القبر المختوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الِاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلَاطُسَ قَائِلِينَ: "يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلَامِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلَالَةُ الْأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الْأُولَى!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: "عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ". فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ" (متى 27:62-66).
لا بأس من تحويل النظر قليلاً من التلاميذ المحبِّين إلى شيوخ اليهود المبغضين، الذين ظنوا أنهم أفلحوا تماماً في المهمة التي شغلتهم كثيراً في هذه السنين الأخيرة، واستراحوا نهائياً من المسيح. لكن هل استراحوا حقاً كما يزعمون؟ وهل تسكت ضمائرهم عن تعذيبهم لسفكهم دماً بريئاً، مخالفين أقوال اللّه لأسلافهم؟ كان ما شاهدوه وسمعوه من قرائن الصَّلْب قد شوَّش أفكارهم لئلا يكون كلام المسيح أنه يقوم في اليوم الثالث صحيحاً، فذهبوا إلى بيلاطس يقولون: "يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمُرْ بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة أشرَّ من الأولى". فأجابهم باستخفاف: "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون". فمضوا وضبطوا القبر بالحُرَّاس وختموا الحجر. ويُرجَّح أنهم أفهموا الحراس بأن عملهم الخصوصي الذي وضعوهم هناك لأجله هو أن يقتلوا يسوع حالاً، فيما إذا قام كما قال.
في يوم الجمعة الذي فيه صُلب المسيح، يذكر الإنجيل بالاسم قليلين فقط من تابعي المسيح، فمن تلاميذه بطرس والإسخريوطي ويوحنا. ومن المؤمنين به سراً يوسف ونيقوديموس وربما سمعان القيرواني، ومن النساء أمه وأختها ومريم المجدلية وسالومة. إلا أنه يقول أيضاً: "كان جميع معارفه واقفين من بعيد ينظرون صَلْبه، ونساء كثيرات كُنَّ قد تبِعنْه من الجليل". وهؤلاء جميعاً يهدُّهم الفشل واليأس. لقد خطف الذئب الراعي، فأي رجاءٍ يبقى للقطيع؟
يقف المفكر المُخْلص تجاه ذلك القبر المختوم ليسأل نفسه: "هل يقوم هذا المدفون، أو هل يبقى في القبر ليرى فساداً نظير جميع الذين ماتوا قبله وبعده. فإن قام، عليه أن يقوم دون واسطة بشرية. قال عند قبر لعازر: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 11:25) وأكد لليهود أن له سلطاناً أن يضع نفسه أو يأخذها أيضاً. وإنْ لبث في قبره يَصْدُق الذين صلبوه لما عيَّروه بأنه لا يصلح مخلِّصاً للعالم ما دام عاجزاً عن تخليص نفسه بنزوله عن الصليب.
فكيف ينتهي أمر المسيح؟

كان غروبُ شمس السبت بداءة اليوم الثالث بعد موت المسيح، فاعتُبر الليلُ كلّه من اليوم الثالث حسب الاصطلاح اليهودي، أما القيامة فكانت قبيل نهاية هذا الليل وبدون رؤية أحدٍ من البشر.
خرج جسد المسيح من أكفانه دون رفعها، فبقيت ملفوفة في مكانها كما كانت وهي محيطة بجسده، حتى أنه ذُكر صريحاً أن المنديل الذي كان على رأسه وُجد ملفوفاً (لم يقل مطوياً). وتحرر جسده من القيود الطبيعية، فصار يظهر بغتة دون أن يُرى له قدوم، ودون أن تعيقه الحواجز الطبيعية.
النساء يجئن صباح الأحد بالحنوط

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَّوَلِ الْأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: "مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟" فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لِأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً" (مرقس 16:1-4).
اتفقت النساء الأمينات أن يأتين بالحنوط الذي أعدَدْنه مساء الجمعة، ويجتمعن باكراً صباح الأحد عند القبر لتجديد التحنيط بإتقان، وكان هذا لظنهنَّ أن المسيح باقٍ في قبره. فاهتمَّ بهن مجلس السماء بناءً على أمانتهن وغيرتهن في أصعب الأحوال. فلم يكد يبتدئ هذا الاجتماع عند شق فجر اليوم الأول، أي الأحد، إلا سبقتهن إلى القبر خدمة الملائكة.
كُنَّ قد شاهدن في ساعة الدفن الحجر الكبير الذي أُغلق به القبر، فتحيرن في كيفية دحرجته ليتمكنَّ من الوصول إلى الجسد، لأنه كان عظيماً جداً. لكنهن جهلن صعوبةً أعظم جداً، وهي ما عمله الرؤساء بعد مبارحتهن القبر. ولا ريب أنهن لو اقتربن إليه في وجود الحراس لاعتبروهنَّ آتياتٍ لسرقة الجسد، وعاملوهن أقسى معاملة. ولو سُمح لهن بالاقتراب، فماذا كنَّ يصنعن بختم الحكومة على الحجر؟ لكن بما أن صعوبة رفع الحجر التي يعرفنها لم تثنهنَّ عن الواجب الحبي، أزال اللّه مِن أمامهن ليس تلك فقط، بل أيضاً ما هو أعظم منها كثيراً مما يجهلنه وهو حراسة الحراس، التي أُخفيت عنهن، رحمةً بهن، لئلا تمنعهنّ عن تأدية خدمتهن الشريفة، أَوَليس أكثر ما تخفيه عنّا العناية الإِلهية (إذا لم نَقُلْ كلُّه) قد أُخفي رأفةً بنا؟
أرسل اللّه ملاكاً ليفعل ما لا تستطيعه النساء. نزل الملاك ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه، فحدثت عند نزوله زلزلة عظيمة، فارتعب الحراس وهربوا من دحرجة الحجر، ومن هيئة الملاك الذي كان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج.
نهضت النساء للمجيء إلى القبر والظلام باق، وسِرنْ إلى أن بلغْنَ المكان عند طلوع الشمس وعيونهن شاخصات إلى القبر من بعيد، ولم تكن أمُّ يسوع معهن لأنها كانت في بيت يوحنا الحبيب تستقبل تعزيات من يتجرأ من المحبين على زيارتها بمناسبة وفاة ابنها.
أما مريم المجدلية فكانت المتقدمة في زمرة النساء المتعبدات، لأنها كانت تشعر بعظمة دَيْنها لمخلِّصها - والذي غفر له المسيح كثيراً يحبُّ المسيح كثيراً - ولم تجد من الخدمة والإكرام ما يكفي ليعبِّر عن شكرها القلبي للذي فكَّ أسْرَها القديم من نير سبعة شياطين.
"وَفِي أَوَّلِ الْأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً، وَالظَّلَامُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ. فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الْآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: "أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ". فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الْآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ الِاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الْآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الْأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الْآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الْأَمْوَاتِ. فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا" (يوحنا 20:1-10).
لما وقع نظر مريم على القبر ورأت الحجر مدحرجاً عن الباب، ظنّت أن شخصاً محباً أو مبغضاً أخذ الجسد الكريم، فكيف تطيق أن يهين المبغضون هذا الجسد؟ فرجعت راكضة إلى المدينة لتخبر بطرس ويوحنا، ولما وجدتهما قالت لهما: "أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه؟". فركض التلميذان إلى القبر مدفوعَيْن بمزيد الإهتمام والكدر. وسبق يوحنا بطرس، ولم يكتف بطرس بنظرة من بعيد، بل دخل القبر ليفحص بالتدقيق، لعله يجد سبباً يفسّر فُقدان الجسد. ثم دخل يوحنا مرة أخرى وراء بطرس، وفحصا المكان معاً، ورأيا هيئة الأكفان الغريبة، وبرهانَ اليد الإِلهية الظاهرة في بقاء منديل الرأس منفصلاً عن الأكفان، كما هي العادة في التكفين. وبعد المشاهدة مضى بطرس متعجباً في نفسه مما كان، أما يوحنا فرأى وآمن، بعد أن رأى الدلالة الواضحة على أن غياب الجسد لم يكن بعمل بشري، بل بقيامة خارقة للعادة. فإن هيئة الأكفان المرتّبة جيداً، وبقاءها في القبر، علامة كافية على أن عدم وجود الجسد لا يُعزَى إلى يدٍ أثيمة أو معادية. وكانا يعلمان جيداً أن ليس بين المحبين مَنْ أخذ الجسد من القبر، فأتمَّت الأكفانُ الغاية من ذِكرها، إذْ أقنعت بطرس ويوحنا أن المسيح قد قام حقاً ويقيناً.
كان القبر الفارغ برهاناً على القيامة لا يقبل الريب. فلو أن الأعداء أخذوا الجسد، لفنَّدوا القول بأنه قام، لأن جسده الميت بين أيديهم. والمحبون لا يجدون سبيلاً إلى أخذه، لأن ضعفهم ويأسهم، وختم الحكومة، والحراس، وسطوة خصومهم، موانع كافية تحول دُون ذلك. ولو فرضنا أنهم تمكّنوا من سرقة الجسد حسب تهمة اليهود، لكي يدّعوا أنه قام، فكيف نفسر اختباءهم في علية أورشليم مساء ذلك الأحد، وهم خائفون وغير مصدِّقين أنه قام؟
 
قديم 18 - 08 - 2017, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 18829 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ماهي حالتك بعد أن تصلي؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل نصلي بالطريقة الصحيحة التي يريدنا الله أن نصلي بها.
لماذا لا تتمتع بالراحة والطمأنينة والتعزية..بالرغم من انك صليت ولجأت إلى الله ؟ ؟
راجع نفسك لكي تعرف أن تركيز تفكيرك...أثناء الصلاة...
على شدة الظروف وضعفك الشخصي وقوة المقاومين...
بدلا من التركيز على قوة الله وعلى الإيمان بمواعيده للإنقاذ والحماية....هو سبب عدم التمتع بالراحة وااطمانينة والتعزية
إن صلاتك...عبارة عن تفكير بصوت عال في المشكلة...
حيث تقوم بتركيز تفكيرك ...على قسوة الظروف..وصعوبة المشاكل...وضعفك الشخصي. ..
بدلا من التركيز على القدرة الالهية والمواعيد الالهية بالحماية والانقاذ والدفاع عن شعبه وعن كنيسته
عندما نثبت عيوننا على الرب يسوع....فمن المؤكد...
يتزايد الفرح بالرغم من تزايد الاضطهاد...ومالم يحدث ذلك...
هناك خطأ في اختبار نا الروحي يجب تصحيحه
لنحذر من أننا كثيرا مانعاني من تتزايد روح الحزن والاكتئاب. ..بالرغم من صلواتنا الكثيرة...
والسبب أننا ننشغل في الصلاة بشدة وقسوة الظروف..وقوة الحاقدين..وضعفنا الشخصي..
.ونحول انظار نا عن الله..وعن المواعيد الالهية..وعن أن الله اقوى من الظروف وأقوى من الأعداء وأقوى من الشياطين
ربما السبب في عدم التمتع بالراحة والطمانينة والتعزية...بالرغم من صلاتك..
.انك تصلي صلاة من الشفتين...صلاة روتينية...ولاتصارع في الصلاة
1 ) في كل مرة تدخل فيها محضر الصلاة...ليكن لسان حالك (لااطلقك إن لم تباركتي)...
لااطلقك إن لم تعزيني
لااطلقك إن لم تحررني من الأفكار والمشاعر السلبية
2) ياربي يسوع ساعدني لكي أكون مثل نازفة الدم التي لمستك لمسة الإيمان. .
وساعدني لكي لا اكون مثل الجماهير التي كانت تزحمك بدون ان تمسك لمسة الإيمان فلم تحصل منك على شيء
ياربي يسوع ارجوك ان تعرفني ان الصلاة لابد أن ينتج عنها تغيير في افكاري ومشاعري الداخلية..
لابد أن ينتج وعنها تغيير روحي ونفسي وجسدي. ومالم يحدث ذلك فأنا اصلي بطريقة خاطئة.. انا لا أصلي صلاة قلبية بل أصلي من الشفتين
ياربي يسوع ارجوك ان تقوي إيماني فتكون لي توقعات الإيمان. ..مثل نازفة الدم.....
● كان لسان حال نازفة الدم قبل ان تقابل الرب ....
.وكانت تردد وهي في طريق ذهابها لمقابلة الرب ْ مرقس 5 : 28)
«إنْ مَسَستُ ولَوْ ثيابَهُ شُفيتُ».
كانت تتوقع الشفاء...وكانت بعين الإيمان ترى نفسها وقد تمتعت بالشفاء قبل ان يحدث ذلك في الواقع الفعلي
هل نتمتع بهذا اليقين وهل لدينا عين الإيمان التي عن طريقها نرى الاستجابة قبل ان تحدث فعلا؟
نحن لدينا الإيمان واليقين في معاملاتنا العادية. مع الناس ..فكيف لانستخدم الإيمان في معاملاتنا مع الله؟
مثلا عندما نذهب إلى طبيب مشهور...بمجرد الدخول في العيادة. ..وقبل أن يرانا الطبيب..
.وقبل أن يكتب لنا العلاج...نشعر أننا بدانا في التحسن..
.ونتوقع انه لابد أن نتمتع بالشفاء الكامل على يد هذا الطبيب الماهر...فلماذا لانفعل ذلك مع الله؟
ولماذا نحرم انفسنا من بركات كثيرة؟
(بدون ايمان لايمكن ارضاؤه) (وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا)(اما البار فبالايمان يحيا)
ثالثا :من أسباب عدم التمتع بالبركة الكاملة أو النصرة الكاملة.....
انه ليس لدينا النفس الطويل الذي يواصل الصلاة
يجب ان نعرف ان الرب كثيرا ما يتدخل بطريقة تدريجية...
وعندما نتوقف عن الصلاة ولا نصلي بلجاجة...فنحن نحرم أنفسنا من بركات كثيرة
رابعا : إحذر من الخلط بين التواضع والتسليم لمشيئة الله.......والتذلل في محضر الصلاة.... وببن الاستسلام للالم..والمرض..والظروف الصعبة...
هل تشعر بالمذلة....والحزن...مما يجعلك تنظر نظرة سودائية للظروف. ...وتتوقع الهزيمة...
هذا يتناقض مع الإيمان. .الذي يساعدنا على تحدي الظروف الصعبة والانتصار عليها
وعندما تشدد داود بالإيمان استطاع استرداد كل مافقده منه (1صموئيل 30 : 1 - 6)
مايقوي ايماننا بإستجابة صلواتنا...إن الله لن يبخل علينا بشيء من البركات...لأنه جعلنا أبناء.
صلي لكي يعطيك الرب عين الإيمان. ..فتفرح وشكر الله وهتف. ...
عندما ترى بعين الإيمان التخلص إلهي للإنقاذ ورفع الظلم...وحل المشاكل...قبل أن تحدث في الواقع الفعلي
قد نستسلم للظروف الصعبة بحجة قبول مشيئة الله... فلا نقاوم الشيطان ولانطرد روح الحزن واليأس والتذمر...بينما الله يريدنا أن نصلي من أجل تغيير الظروف..لإن أرادة الله لنا في هذه اامرحلة من حياتنا ...هي تغيير الظروف
 
قديم 18 - 08 - 2017, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 18830 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل مات افتيخوس ام كانت نفسه فيه (اع )20:9,10

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مختصر الشبهه \ في اعمال الرسل الأصحاح العشرون العدد التاسع والعاشر يبدو شيء غير مفهوم اذذ انه يقول ان افتيخوس مات فعلاً في العدد التاسع , ولكن بولس يقول مباشره في العدد العاشر ان نفسه فيه ! . انتهي


بأختصار شديد لم يكن هذا تناقض بل انه شيء طبيعي جداً فالعددين التاسع والعاشر مكملين لبعضُهما حيث ان افتيخوس مات حقاً حسب العدد التاسع, وبولس في العدد العاشر اقامه بطريقه تم استخدامها سابقاً في العهد القديم حيث ان العدد العاشر يقول

" فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلاً: " , بل وان البعض قد يُهاجم الفكره عموماً كيف ينام افتيخوس ويسقط , الم يكن منتبهاً لما يحدث حوله ؟ الحقيقه لا يجب ان نأخذ انه قد نام انه كان مستهتراً بلأحداث الجاريه ولكن مُجمل القصه وتفاصيلها واقعيه جداً حيث يقول والفورد . ان وجود العديد من المصابيح من شأنها ان تُساهم في جو soporific لأن المصابيح تستهلك الأكسجين . وقد ادت الظروف المزدخمه الي تفاقم الحاله [1]

ويُضيف ايضاً . بعد أسلوب ايليا واليشع ( 1 ملوك 17:21 , 2 ملوك 34-35 :4 ) اعتنق بولس افتيخوس ورجع الشاب علي قيد الحياه [2]


وايضاً العدد الثامن يقول بكثره المصابيح " وَكَانَتْ مَصَابِيحُ كَثِيرَةٌ فِي الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهَا. "

فيقول دينيس جايرتنر . انه كان يجلس في غرفه في الطابق العلوي ويستمع الي خطاب طويل لبولس , " العديد من المصابيح " ان اضاءه الغرفه كانت تُساهم في جو دافيء وثقيل , وسقط الشاب من " الطبقه الثالثه" . وهو سقوط من الواضح انه قتله . [3]


ويُضيف ايضاً . عندما وصلوا الي الصبي كان سقط ميتاً . ولكن بولس اتخذ الأجراءات ورمي نفسه عليه ووضع ذراعيه حوله . ويقول بولس " انه علي قيد الحياه " . مُشيراً الي انه أعاد الحياه الي جسد الصبي [4]


اما عن عباره " لأن نفسه فيه " . قد علق عليها كيلفن قائلاً . " انه علي قيد الحياه . لم يُنكر ان الشاب قد مات . لأن ذلك من شأنه ان يزيل مجد المعجزه . فأن العباره تُعنى ان حياته قد استعادتها نعمه الله [5]


وايضاً ماسيفلي يقول . من خلال التواضع قد امتنع عن القول انه هو نفسه الذي اقامه [6]


ويُعلق عليها ايضاً باركلي نيومان و يوجين نيدا , " فهو لا يزال علي قيد الحياه " . لا تتعارض مع ما قيل في النص السابق . لوقا يعتزم القراء أن نفهم ان الصبي قد استعاد حياته عندما ألقي بولس نفسه عليه وعانقه [7]


ويُعلق عليها ايضاً ماك ارثر . " ما زالت نفسه فيه " وهذا لا يُعنى انه لم يمت . ولكن حياتع قد استعيدت [8]


ويُعلق ايضاً انجيلبرشيت . " ما زالت نفسه فيه " . بولس لا يتناقض مع وفاه افتيخوس ولكن يُعبر عن التأكيد علي ان الشاب سيُعاد الي الحياه ( راجع 1 ملوك 17-24 :17 , 2 ملوك 4:32 ) [9]



ويُشير تفسير بليفرز مجملاً انه كما اقام بطرس طبيثا هنا ايضاً اقام بولس افتيخوس وهذ يُظهر نعمه الله من خلال الرسل علي قدم المساواه [10]




References


[1] Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary : An exposition of the scriptures (2:413). Wheaton, IL: Victor Books
, 20:8-10. The presence of many lamps would contribute to a soporific atmosphere because the lamps consumed oxygen. Probably crowded conditions exacerbated the condition..



[2]Ibid
, After the manner of Elijah and Elisha (1 Kings 17:21; 2 Kings 4:34-35), Paul embraced Eutychus and the young man came alive.



[3] Gaertner, D. (1993). Acts. The College Press NIV commentary (Ac 20:12). Joplin, Mo.: College Press
. , 15 was sitting in the “upstairs room,” listening to the long discourse of Paul. “Many lamps” lighting the room were contributing to a warm and heavy atmosphere, and the youngster tumbled out of “the third story,” a fall that evidently killed him...



[4]Ibid
, When they reached the boy he was “picked up dead.” But Paul took action, throwing himself on him and putting his arms around him. “He’s alive,” Paul exclaimed, indicating that he had restored life to the boy’s body.



[5] Calvin, J. (1995). Acts. The Crossway classic commentaries (Ac 20:10). Wheaton, Ill.: Crossway Books
, “He’s alive!” He did not deny that the young man was dead, because that would remove the glory of the miracle; the words mean that his life had been restored by God’s grace..



[6] MacEvilly, J. (1899). An Exposition of the Acts of the Apostles (210). Dublin; New York: M. H. Gill & Son; Benziger Brothers
, “Soul is in him.” Through modesty he refrains from saying he himself resuscitated him..



[7] Newman, B. M., & Nida, E. A. (993], c1972). A handbook on the Acts of the Apostles. Originally published: A translator's handbook on the Acts of the Apostles, 1972. UBS handbook series; Helps for translators (385). New York: United Bible Societies
, He is still alive does not contradict what was said in the preceding verse; Luke intends the readers to understand that the boy regained his life when Paul threw himself on him and hugged him.



.
[8] MacArthur, J. J. (1997, c1997). The MacArthur Study Bible (electronic ed.) (Ac 20:10). Nashville: Word Pub
, 20:10 his life is in him. This does not mean that he had not died, but that his life had been restored



[9] Engelbrecht, E. A. (2009). The Lutheran Study Bible (1879). St. Louis, MO: Concordia Publishing House
, 20:10 his life is in him. Paul is not contradicting the fact of Eutychus’s death but expressing the assurance that the young man would be brought back to life (cf 1Ki 17:17–24; 2Ki 4:32–36)



[10] Believer's Study Bible. 1997, c1995. C1991 Criswell Center for Biblical Studies. (electronic ed.) (Ac 19:37). Nashville: Thomas Nelson
, 20:9, 10 Peter had earlier raised Tabitha to life (9:40). Now Paul raises Eutychus. Luke on a number of occasions draws parallels between the ministries of the two apostles to show God’s blessing was equally upon both..
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024