منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 04 - 2017, 04:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,181

رســــالـة الــــقيامــــة
رســــالـة الــــقيامــــة
يسرني أن أهنئكم جميعاً بعيد القيامة المجيد ، لأننا إذ نفرح بقيامة السيد المسيح ، إنما نفرح أيضاً بالقيامة ذاتها ، قيامة جميع البشر . و ما تحمله هذه القيامة من معان روحية عميقة ، ترفع من قيمة الإنسانية ، و تظهر ما اعده الله لها من خير و متع في العالم الآخر . إنما نقول أولاً إن القيامة هي دليل الإيمان ... إنها تدل بلا شك علي إيمان الإنسان بالله ، و إيمانه بالروح و بالخلود و بالحياة الأخري . و إيمانه بالدينونة العامة التي بعد القيامة ، بالثواب و العقاب .و بالتالي إيمانه بالسماء و السمائيين ، و بملكوت الله ... لأن الملحدين لا يؤمنون بالقيامة و لا بالعالم الآخر ... و من هنا كانت حياة الإنسان في نظرهم لا تختلف عن حياة الحيوان ، من جهة فناء كليهما بالموت . حقاً ما أتفه فناء كليهما بالموت . حقاً ما أتفه حياة الإنسان في نظر الملحدين . إن كانت تقتصر علي بضع سنوات يقضيها علي هذا الكوكب ، ثم ينتهي إلي لا شئ ...! و ما أقسي الموت و أبشع في نظر الملحدين ، إذ أنه كممحاة يمحو كل ما في البشر من وجود و من ذكاء و علم ، و به يصبحون عدماً . و من هذا النوع كان جماعة الصدوقيين الذين قيل عنهم في الإنجيل إنهم كانوالا يؤمنون بالقيامة و لا بالروح و لا بالملائكة ، و كذلك كان الابيقوريون الذين يقولون " لنأكل و نشرب ، لأننا غداً نموت " ..!
و الشيطان بلا شك هو وراء إنكار القيامة ... إنه هو الذي أوحي بهذا الادعاء إلي الملحدين من فلاسفة وجهلاء حتي إذا ما أقنعهم بأنه لا حياة بعد الموت ، ينغمسون حينئذ في الحياة الدنيا ، و مشاغلها و ملاذها ، غير مفكرين في أبديتهم و لا في الوقوف أمام الله في يوم الدين ، و هكذا يهلكون .أما المؤمنون ، ففي إيمانهم بالله يؤمنون بالقيامة و اليوم الآخر .فالقيامة تدل علي قدرة الله غير المحدودة ... عند الموت تقف كل قدرة البشر . تقف كل مقدرة الذكاء و كل مقدرة العلم و يظهر الإنسان بكل عقله عاجزاً تمام العجز . و لكن الكتاب يعلمنا أن " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " ( مر10 : 27 ) . إن الله قادر علي كل شئ . بيده الحياة و الموت ، هو الذي يحيي و يميت . إنه يقدر أن يقيم الإنسان بعد موته ، ل،ه هو الذي خلق الإنسان من تراب الأرض ، فيستطيع أن يرجعه إلي الحياة بعد أن يندمج جسده بالموت في تراب الأرض ... إن الذي له القدرة علي الخلق من العدم ، له أيضاً القدرة علي أن يقيم من الموت . و القيامة هي ايضاً دليل علي محبة الله و جوده ... إنه الله الذي لم يشأ أن يكون في الوجود وحده ، إنما خلق كائنات فوجدت . و منها الإنسان . و لما مات الإنسان لم يسمح الله بأن يفني هذا المخلوق ،و إنما من جوده و محبته و هبه حياة بعد الموت ، ليستمر وجوده ن ليس فقط إلي حين . و إنما إلي البد . و هكذا وهب الله للإنسان المائت حياة أبدية ... إن القيامة شئ مفرح . به يلتقي الناس باحبائهم الذين انتقلوا ... ماذا عن الأحباء الذين ترتبط قلوبهم معاً خلال فترة حياتهم معاً علي الأرض . ثم يفترقون بالموت ؟ أتراه يكون فراقاً أبدياً إلي غير لقاء ؟! يقيناً إن محبة الله لا تسمح بهذا . إنما يلتقي هؤلاء في القيامة . تلتقي أرواحهم بعد الموت . و بالقيامة يلتقون روحاً و جسداً . إنه لقاء عام ، نلتقي ، نلتقي فيه ليس بأحبائنا فقط ، إنما بكل الأجيال عبر التاريخ . و ستكون حفلة تعاف كبري . تلك التي سيقيمها لنا الله بعد القيامة ... تلك الحفلة العجيبة التي نتعرف علي كل شخصيات التاريخ التي قرأنا عنها و لم نرها ، ولم نعرف شكلها ، و لا لهجتها و أسلوبها ز سواء من أحكام أو القادة او الأدباء أو المفكرين ... و لعل الله سيرسل لنا ملائكة يعرفوننا أيضاً بجميع الآباء و الأنبياء : حيث نري أباءنا اَدم و نوحً و إبراهيم و اسحق و يعقوب و أيوب ... و نري أمهاتنا حواء و سارة و اليصابات و رفقة و راحيل ، و قد تقدمتهن جميعاً أمنا العذراء القديسة مريم ... و تقدم لنا القيامة أفراحاً أخري ، هي أفراح العشرة مع الملائكة و القديسين ، بل المتعة بالله نفسه . التي أمامها يقف العقل مبهوراً في دهشة . لا يستطيع ان يعبر . إنما يكفيه أن يذوق و يتمتع ... القيامة تحمل في داخلها عملية توازن و تعويض ... فالذين لم يأخذوا حقهم علي الأرض ، يأخذونه كاملاً في السماء بعد القيامة . و الذين ظلمتهم البشرية ، ينالون العدل الإلهي كاملاً بعد القيامة . كذلك ينال أجرهم هناك ، الذين عملوا الخير في الخفاء . و لم يشعر بهم احد و لكن الله كان يسجل لهم كل أعمال برهم ليكافئهم عليها . كذلك سيعطي كل الذين لم يكافأوا علي الخير الذين عملوه في الأرض . و لم ينالوا عليه ما ينتظرونه من تقدير... سيشعر الناس في القيامة أن أحكام الله غير احكام الناس . و أنه سيكمل عدل الله في السماء . و يتمتع بهذا العدل أيضاً من قد ولدوا بظروف معينة . أو في بيئات معينة لم تكفل لهم الخير و السعادة و التكافؤ الاجتماعي . سيعوضهم الله عن كل ما تنقصهم في الدنيا . كما تشرح لنا قصة الغني و لعازر ( لو 16 ) . و في القيامة يرد الإنسان إلي رتبته الأولي . ترجع إلي روحه هيبتها ، و يرجع إلي الجسد بهاؤه ... ينال الجسد لوناً من التجلي يعطيه مجداً ، و كذلك النفس ... و تخلص الجسد من كل نقائصه . و كذلك النفس ... لذلك حسناً قال الكتاب عن الجسد إنه " يزرع في هوان ، و يقام في مجد . يزرع في ضعف و يقام في قوة ز يزرع جسماً حيوانياً ، و يقام جسماً روحانياً " ( 1 كو 15 : 43 ، 44 ) . بالقيامة يتخلص الجسد من كل أمراضه و عاهاته و تشوهاته ، و يظهر كاملاً في بهاء . و كذلك النفس تتخلص من كل أمراضها ونقائصها : من الخوف و الشك و التردد و القلق و الشهوة و الجبن و مال إلي ذلك . و الفلاسفة الذين كانوا يبحثون عن السوبر مان ، سيجدونه في القيامة . لن يحمل ديوجين مصباحاً فيما بعد ن ليبحث عن إنسان ، فإنسان القيامة سيكون بالصورة المثلي . و لكن كل واحد حسب مستواه الكل منيرون . و لكن نوراً يقوف اَخر في الضياء . و يتحقق حلم البشرية في وجود مجتمع بار كامل ...هناك في مدينة " مدينة الله " التي تشرح شيئاً عنها القديس أوغسطينوس . مجتمع ينتهي فيه الصراع و الشقاق . و لا يوجد فيه خلاف و لا كراهية ، لا أنانية ، و لا تنافس . مجتمع تسوده المحبة و تسوده القداسة . و في القيامة يحيا الناس الحياة البرئية البسيطة ، و يكونون - كما قال الكتاب - " كملائكة الله في السماء " . في القيامة تزول الخطية ، إذ لا يصبح الجسد خاضعاً للخطية و لا للفساد . بل يتطهر منها تماماً تماماً . يغسله الله ، فيبيض أكثر من الثلج ( مز 50 ) . و يحيا في مستوي روحي يليق بالسماء و طهرها ... و في القيامة ينتصر الأصيل علي الدخيل ... ينتصر الحق علي الباطل . لأن الحق هو الأقدم ، هو الأصيل ، و الباطل دخيل علي العالم . و في القيامة تنتصر الحياة علي الموت ، لأن الحياة هي الأصيل ،و الموت دخيل ..الإنسان من روح ومن الجسد . الروح حية بطبيعتها و ستبقي هكذا .أما الجسد الذي كان علي الأرض قابلاً للموت ، يصبح بعد القيامة جسداً حياً روحانياً لا يموت فيما بعد . و تصبح للإنسان بصيرة روحية ، فلا يعتمد كلية علي حواس الجسد ...من أجل هذا كله ، يجاهد الإنسان حالياً للتمتع بأمجاد القيامة هذه ... ذلك لأنه ليس الجميع يتمتعون بكل ما ذكرناه . إنما المتعة هي فقط للمستحقين . إذ أن بعد القيامة الدينونة ، و يقف الناس جميعاً أمام عدل الله . الذي يجازي كل واحد حسب أعماله ( رؤ 22 : 12 ) و طوبي لمن يكون مستحقاً لأمجاد الأبدية و سعادة العشرة مع القديسين . فليبذل كل منا جهده . و ليعمل خيراً علي الأرض . لكي يلقاه هناك ... و ليكن كل واحد أميناً في علاقته مع الناس ، و في واجبه نحو نفسه ، و واجبه نحو المجتمع الذي يعيش فيه ، فيصنع خيراً نحو الكل ، و تكون له ذكري طيبة علي الأرض و مكافأة حسنة في السماء .
1- كان لا بد أن يقوم المسيح ، لأن فيه كانت الحياة . هكذا قال القديس يوحنا الإنجيلي : " فيه كانت الحياة " ( يو 1 : 4 ) ... و الذي فيه الحياة ، لا يمكن أن يبقي ميتاً ، بل إنه قال لمرثا " أنا هو القيامة و الحياة ... من اَمن بي و لو مات فسيحيا " ( يو 11 : 25 ) ، مادام هو الحياة ، فكيف إذن لا يقوم ؟ ... إنه يؤكد نفس المعني بقوله " أنا هو الطريق و الحق و الحياة " ( يو 14 : 6 ) ... نعم كيف لا يقوم ، هذا الذي قال عن نفسه ليوحنا الرائي " أنا هو الأول و الآخر ، و الحي و كنت ميتاً ، و ها أنا حي إلي أبد الآبدين اَمين ... و لي مفاتيح الهاوية و الموت " ( رؤ 1 : 18 ) ... لهذا كله وبخ ملاك القيامة النسوة قائلاً : " لماذا تطلبن الحي من بين الأموات " ( يو 24 : 5 ) .
2- نعم ، كان لا بد أن يقوم من الموت ، لأنه هو نفسه قد أقام غيره من الموت ، بمجرد أمره . لقد أقام إيليا ميتاً ، و لكن بسبع صلوات ... و أقام أليشع ميتاً بصلوات أيضاً ... أما السيد المسيح ، فقد أقام إبنة يايرس ، و إبن أرملة نايين ، و لعازر ، بمجرد كلمة الأمر ، غنه معطي الحياة ... في إقامته إبنة يايرس ، أمسك بيدها و قال لها : " طليثا قومي " الذي تفسيره : " يا صبية لك أقول قومي " و للوقت قامت الصبية و مشت ( مر 5 : 41 ، 42 ) . و في إقامته إبن أرملة نايين ، تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون ... فقال " ايها الشاب لك اقول قم ، فجلس الميت و ابتدأ يتكلم ، فدفعه إلي أمه " ( لو 7 : 14 ، 15 ) ... و في إقامته لعازر " صرخ بصوت عظيم : لعازر هلم خارجاً ... فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات بأقمطة ، و وجهه ملفوف بمنديل .. فقال لهم : حلوه و دعوه يذهب " ( يو 11 : 43 ، 44 ) . هذا الذي أمر الموتي فقاموا ... أكان صعباً عليه أن يقوم ؟! ... كلا ، بل كان لا بد أن يقوم ، لأنه مقيم ، لأنه مقيم الموتي بأمره . نعم ، كان لا بد أن يقوم ، هذا الذي قال عنه الكتاب : " كما أن الرب يقيم الأموات و يحيي ، كذلك الإبن أيضاً يحيي من يشاء " ( يو 5 : 21 ) . فهذا الذي يحيي من يشاء ، ألا يحيي نفسه ؟!
3- و كان لا بد للمسيح أن يقوم ، لأن قيامته نبوءة لا بد أن تتحقق . يقول الكتاب بعد شهادة بطرس للمسيح أنه إبن الله " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه ، أنه ينبغي أن يذهب غلي أورشليم و يتألم كثيراً من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة ،و يقتل ، و في اليوم الثالث يقوم " ( متي 16 : 21 ) ... و بعد معجزة التجلي " فيما هم نازلون من الجبل ، أوصاهم يسوع قائلاً : لا تعلموا أحداً بما رأيتم حتي يقوم إبن الإنسان من الأموات " ( مت 17 : 19 ) . و بعد أنشفي المصروع و قال " هذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة و الصوم " ، قال لهم و هم يترددون في الجليل : " إن إبن الإنسان يسلم إلي أيدي الناس ، فيقتلونه ، و في اليوم الثالث يقوم " ( متي 17 : 22 ، 23 ) . و بعد أن شرح مثل الكرم ، و من جاء في الساعة الحادية عشرة ، أخذ تلاميذه علي أنفراد و قال لهم : " ها نحن صاعدون إلي أورشليم ، و ابن الإنسان يسلم إلي رؤساء الكهنة و الكتبة ، فيحكمون عليه بالموت ، ويسلمونه إلي الأمم لكي يهزأوا به و يجلدوه و يصلبوه ، و في اليوم الثالث يقوم " ( متي 20 : 18 ، 19 ) ، ( لو 9 : 31 - 33 ) . لهذا كله حدث تذكير بعد القيامة بذلك قال ملاك القيامة للمرأتين " إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ... ليس هو ههنا ، لأنه قام كما قال " ( متي 28 : 5 ، 6 ) . و عبارة " كما قال " تعني ما تنبأ به عن نفسه من حيث قيامته في اليوم الثالث . بل أن هناك نبوءات في العهد القديم عن قيامته من الأموات . و لذلك فإن السيد المسيح قال لتلاميذه بعد قيامته " هذا هو الكلام الذي كلمتكم به ، و أنا بعد معكم ، إنه لا بد أن يتم ما هو مكتوب علي في ناموس موسي و الأنبياء و المزامير ... حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ... و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم و يقوم من الموات في اليوم الثالث " ( لو 24 : 44 - 46 ) . حقاً ما أكثر النبواءت عن ذلك نتركها الآن لمبحث اَخر ... و لعله بسببها نقول في قانون الإيمان " و قام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب " . و لعل من الرموز لهذه القيامة في العهد القديم : قصة يونان النبي : فعندما طلب منه اليهود اَية ... قال لهم " جيل فاسق و شرير يطلب اَية و لا تعطي له إلا اَية يونان النبي ... لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاثة ليال ، هكذا يكون إبن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال " ( متي 12 : 39 ، 40 ) .
4- كان لا بد أن يقوم المسيح ، لأن قيامته كانت في سلطانه هو : لقد مات بارادته ... هو قدم نفسه للموت ، و لم يكن مضغوطاً عليه في ذلك ... و قد قال موضحاً هذا الأمر في عبارته الخالدة " إني أضع نفسي لآخذها أيضاً ، ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها من ذاتي ... لي سلطان أن أضعها ، و لس سلطان أن اَخذها أيضاً " ( يو 10 : 17 ، 18 ) ... حقاً ما أعجب هذه العبارة " و لي سلطان أن اَخذها أيضاً " أي أن استرجع هذه الحياة التي وضعتها من ذاتي ، و لم يكن لأحد سلطان أن يأخذني مني ... إذن كان لا بد أن يقوم ، و يقوم بإرادته ... و لعلنا نسأل : لماذا وضع ذاته ؟ ... و ما فائدة ذلك في القيامة .. ؟
5- كان لا بد أن يقوم ، لأن موته كان مجرد وضع مؤقت ، لأداء رسالة مزوجة . كان ممكناً أنه لا يموت بحسب طبيعته ، و لأن الموت هو أجرة الخطية ( رو 6 : 23 ) . و هو لم تكن له خطيئة تستحق الموت ... و لكنه قبل أن يموت عوضاً عنا ، لكي يفدينا بموته ، كما قال الرسول " متبررين مجاناً بنعمته ، بالفداء الذي بيسوع المسيح ، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه ... من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " ( رو 3 : 24 ، 25 ) . كانت هذه هي الرسالة الأساسية للموت ، أي الفداء ... و ماذا أيضاً ..؟ و كان لا بد بعد الفداء ، أن يذهب و يبشر الراقدين علي الرجاء ، و يفتح باب الفردوس ، و ينقل هؤلاء الراقدين من الجحيم إلي الفردوس ... و في هذا يقول القديس بطرس الرسول : " فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ، البار من أجل الأثمة ، لكي يقربنا إلي الله ، مماتاً في الجسد ، و لكن محيي في الروح ، الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن " ( 1 بط 3 : 18 ، 19 ) .. نعم كرز لتلك الأرواح بالخلاص ، و نقلها إلي الفردوس ، كما نقل اللص اليمين . و يقول القديس بولس الرسول : " و أما أنه صعد ، فما هو إلا أنه نزل أيضاً أولاً إلي أقسام الأرض السفلي ، الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السموات " ( أف 4 : 9 ، 10 ) .
6- و كان لا بد أن يقوم المسيح ، لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة و لا طرفة عين . حتي عندما مات ... تقول القسمة السريانية : انفصلت روحه عن جسده ...و لكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه و لا عن جسده ... روحه المتحدة باللاهوت نزلت إلي أقسام الأرض السفلي ، و كرزت للأرواح التي في السجن ، و أصعدتها إلي الفردوس ...أما جسده فبقي في القبر متحداً بلا هوته أيضاً ... فهو قد مات بشرياً من جهة انفصال الروح عن الجسد ، و لكنه كان "محيي في الروح " .. كانت له الحياة الثابتة في اللاهوت ، و التي من أجلها صرخ نيقوديموس و هو يكفنه " قدوس الله .. قدوس القوس .. قدوس الحي الذي لا يموت . نعم كان لا بد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت .. و ما كان ممكناً أن يستمر في الموت . إن الموت لم ينتصر عليه مطلقاً ، و ما كان ممكناً أن ينتصر عليه ... بل أنه بموته داس الموت ، أي داس علي هذا الموت الذي انتصر علي كافة البشر ، فنجاهم السيد من هذا الموت بموته عنهم ، و دفع ثمن خطاياهم .. و هكذا قضي علي سلطان الموت .
7- و هذا الذي قضي علي سلطان الموت بموته ، كان لا بد أن يقوم . كان لا بد أن يقوم ، ليعلن انتصاره علي الموت بقيامته ، و ليعلن للناس جميعاً أنه لا شوكة للموت ، حسب تسبحة بولس الرسول " أين شوكتك يا موت ؟ ... أين غلبتك يا هاوية ؟" ( 1 كو 15 : 55 ) .
8- و كان لا بد للمسيح أن يقوم ، لكي يعزي التلاميذ و يقويهم . كان لا بد أن يقوم ، لكي يزيل النتائج المرعبة التي نتجت عن صلبه ، حيث خاف التلاميذ و اختفوا في العلية ، و تشتت باقي المؤمنين به خائفين من اليهود و بطشهم ... و أنكر من أنكر ، و شك من شك ... و كان لا بد أن يقوم المسيح لكي يقوم بعملية ترميم لإيمان الناس ، و يشجعهم لكي يستمروا في إيمانهم ،و يصمدوا أمام اضطهادات اليهود ... و هكذا كانت قيامته أكبر دافع لهم علي الكرازة .
9- و كان لا بد له أن يقوم ، ليثبت أنه ليس إنساناً عادياً يموت كباقي الناس . جميع الناس يموتون ، و يستمرون هكذا منتظرين القيامة العامة ، لكي يقوموا .. أما السيد المسيح فكان لا بد أن يقوم مباشرة ، و إلا حسبوه إنساناً عادياً ... إن قيامته قد أثبت لاهوته ، و بخاصة أنه قام بذاته دون أن يقيمه أحد .
10- و كان لا بد أن يقوم المسيح ، ليكون الباكورة التي علي شبهها يقوم الكل . و هكذا قال القديس بولس " اَلان قد قام المسيح من الأموات ، و صار باكورة الراقدين .. لأنه كما أن في اَدم يموت الجميع ، هكذا أيضاً في المسيح أيضاً سيحيا الجميع المسيح باكورة ، ثم الذين في المسيح في مجيئه " ( 1 كو 15 : 20 - 22 ) . و يتكلم عن أهمية قيامة المسيح ، فيقول " إن لم يكن المسيح قد قام ، فباطل إيمانكم ... أنتم بعد في خطاياكم ..ز إذن الذين رقدوا في المسيح أيضاً قد هلكوا " ... و يستطرد " إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح ، فإننا أشقي جميع الناس " ( 1 كو 185 : 17 - 19 ) .
11- نعم .. كان لا بد أن يقوم المسيح ، لكي يؤسس المسيحية . و لكي يمكث مع التلاميذ أربعين يوماً يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله ( أع 1 : 3 ) ، و يضع لهم قواعد الإيمان ... و يسلمهم الأسرار و الطقوس ، و ينفخ في وجوهم قائلاً " اقبلوا الروح القدس ... من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ، و من أمسكتموها عليهم أمسكت " ( يو 20 : 22 ، 23 ) ... ثم يعدهم بحلول الروح القدس عليهم لكي ينالوا قوة ، و يكونوا له شهوداً في أورشليم و كل اليهودية و إلي أقصي الأرض " ( أع 1 : 8 ) .. ثم بعد ذلك يعهد إليهم بالكرازة قائلاً " اذهبوا إلي العالم اجمع ، و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها .. من اَمن و اعتمد خلص " ( مر 16 : 15 ، 16 ) .. " اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم ، و عمدهم باسم الآب و الإبن و الروح القدس .. و علموهم أن يحفظوا جميع ما اوصيتكم به .. و ها أنا معكم كل الأيام و إلي انقضاء الدهر " ( متي 28 : 19 ، 20 ) .
رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
MenA M.G Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رســــالـة الــــقيامــــة

رســــالـة الــــقيامــــة

من أجمل العظات
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 09:29 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 348,972

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رســــالـة الــــقيامــــة

رســــالـة الــــقيامــــة

ميرسى على العظة الجميلة
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 04 - 2017, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,181

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: رســــالـة الــــقيامــــة


شكرا على المرور

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024